الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تحنثين إلا بتعمد مشاهدة ما حلفت على ترك مشاهدته

السؤال

أنا موسوسة كثيرا، لدرجة الاكتئاب، منذ سنة كنت أتفرج على مقاطع إباحية، وقصص.
حلفت لكي أتركها أني كلما فتحتها، أصوم ثلاثة أيام، وتركتها، وأنا أحب قراءة الروايات الخليجية، والمسلسلات. أحيانا تأتي بعض المقاطع سواء في الرواية، أو المسلسل. فهل أعتبر قد حنثت؛ لأني لا أتذكر أني حلفت على ذلك، بل واصلت قراءتها بعد الحلف بشكل عادي، إلى أن وسوست. أصبح الحلف بمثابة وساوس، فأي صورة تأتي أمامي بدون قصد في أحد مواقع التواصل، أرجع وأتأكد هل يوجد بها شيء أو لا؟ وهل إن فتحت صورة وكان فيها شيء تحت تأثير الوساوس أحنث؟
وذات مرة جاء أمامي مقطع بدون قصد، وغضضت البصر، لكني رجعت، وعملت إبلاغا في الصفحة. فهل لو رأيته بدون قصد، أعتبر قد حنثت؟ أرجوك ساعدني، أصبت باكتئاب رغم أني لم أفتح أي مقطع، أصبحت أرى أن كل شيء أحنث فيه حتى لو أطفال أو رسوم، أو رمزيات.
وأرجو أن تشرح وتوضح لي، فالوسواس في الكفارات يزداد، رغم أني سألت شيخا، وقال لي حتى لو قرأت لا تحنثي.
فهل هذا صحيح؟ فالوسواس بأن الروايات فيها بعض المقاطع، تعتبر من القصص، رغم أني لا أتذكر أني حلفت عليها، أو قلت مطلقا، بل واصلت قراءتها، وتطورت الحالة حتى إذا سمعت أي كلمة، أو رأيت أي قصة، يوجد فيها كلمة، أشعر بالوسوسة، حتى الفتاوى التي تختص بهذا الأمر أعتبر نفسي حنثت.
فهل الحلف على القصص نفسها، أم جميع القصص التي يوجد فيها شيء، حتى الكتب؟
أرجوك ساعدني؛ فأنا لا أستطيع النوم بسبب التفكير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإذا كان حلفك هذا قد صدر تحت تأثير الوسوسة، فإنه غير منعقد، ولا تلزمك بالحنث فيه كفارة، وانظري الفتوى رقم: 164941.

وأما إن كنت حلفت مختارة، فإنك لا تحنثين إلا بمشاهدة ما حلفت على ترك مشاهدته، فلا تحنثين بقراءة ما ذكر، ولا بمشاهدة ما لا يحتوي على تلك المشاهد المحلوف على ترك مشاهدتها، ولو رأيت شيئا من ذلك عن غير قصد، ثم غضضت بصرك على الفور، فإنك لا تحنثين، ولا يحصل حنثك إلا بتعمد مشاهدة هذه الأشياء.

ونحذرك من الوساوس ومن الاسترسال معها؛ فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم، وانظري الفتوى رقم: 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني