الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع الوالد المدمن على الخمر وإرشاده

السؤال

لي أب يبلغ من العمر 80 سنة، ورغم ذلك فهو سكّير، يشرب الخمر كل ليلة إلى حدّ الثمالة، وقد حاولنا معه بكل الطرق من التحدّث معه، ومن مقاطعته وعدم التكلّم معه، ومن التخاصم معه، وأخيرا طرده من البيت، لكنه لم يرتدع ولم يقطع هذه العادة الخبيثة، وهو ما جلب لنا سخرية الناس واستهزاءهم وتعجّبهم من عدم توبته وهو في هذا العمر، أرجو أن تفيدوني في كيفية التعامل معه.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى لوالدكم التوبة والهداية إلى الصراط المستقيم، وأن يلهمه رشده وصوابه، وجزاكم الله خيرا في سعيكم في سبيل هدايته، وهذا من أعظم البر به، ونوصيكم بالصبر عليه، فعاقبة الصبر خير ـ إن شاء الله ـ وراجع في فضل الصبر الفتوى رقم: 18103.

واحرصوا على كثرة الدعاء له، فإن الله أمر بالدعاء ووعد بالإجابة، فقال: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}.

وهو سبحانه الذي يملك هداية القلوب، فهو القائل: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {القصص:56}.

ولا ينبغي أن تيأسوا أبدا، فالله على كل شيء قدير، وقلوب العباد بين يديه يقلبها كيف يشاء، فهو قادر على أن يصلحه في ساعة، وراجع في آداب الدعاء الفتوى رقم: 119608.

فاستمروا في بذل النصح له برفق ولين، والأولى أن يكون ذلك من كبير فاضل يرجى أن يقبل نصحه ويستجيب له، واعلم أن نصحكم لوالدكم ليس كنصحكم لغيره، وانظر الفتوى رقم: 134356.

وفي طردكم إياه من البيت نوع من العقوق، وأما هجره، فهجر الوالد قد أجازه بعض العلماء فيما إن رجيت منه مصلحة شرعية كانتفاع به، فإن خشي أن يزيده عنادا فلا فائدة فيه حينئذ، هذا مع العلم بأن هجر الوالد ليس كهجر غيره، وانظر الفتوى رقم: 135440.

نسأل الله تعالى أن يتوب عليه ويهديه صراطه المستقيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني