الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المعاصي في الحج والعمرة هل تفسدهما؟

السؤال

هل التبرج أثناء الحج والعمرة (لبس ملابس مزخرفة، أو لامعة، أو بألوان تلفت الانتباه، أو ضيقة، أو قصيرة، أو تشف، أو بفتحة، أو لبس نصف أو ثلثي كم، أو تشمير الكم، أو عدم تغطية قدميها بجورب (شراب) لا يشف وليس مثقبًا، وليس كلون الجلد (بيج بدرجاته) أو عدم إرخاء ملابسها على الأرض، لستر قدميها (بدلًا من لبس الجورب)، أو لبس خلخال، أو كعب عال، أو أساور تصطك محدثة صوتًا، أو وضع كريم أساس، ومكياج بأنواعه، وماسكرا، وكحل، وطلاء أظافر، وأظافر ورموش صناعية، وعدسات ملونة، ووضع عطر، أو كريم وبودرة معطرين، أو تبخير الملابس ببخور له عطر، أو التصوير بالمحمول في المناسك، وهي لا تأمن أن يضيع المحمول، فيراها الرجال، أو ترقيق الصوت، أو الضحك بصوت عال، أو الزغاريد، أو مضغ اللبان بصورة تلفت انتباه الرجال، أو المشي بتمايل، أو رفع الشعر أو الطرحة كسنام جمل، أو عدم إحكام الحجاب، بحيث تظهر شعرات من الأمام أو بجوار الأذنين، أو تخرج شعرَها من الطرحة على ظهرها، أو لبس بونيه أو طرحة إسبانش، تغطي الشعر، ولا تغطي الأذنين والرقبة، أو لبس بنطلون، دون لبس عباءة (وليس تونيك!) واسعة، لا تشف، طويلة للقدمين (بلا فتحة) فوقه، أو تجعل امرأة تقص شعرَها بعد العمرة في أثناء وجودها في الصفا والمروة، أو عند التحلل في الحج، دون أن تراعي أن يكون ذلك بعيدًا عن أعين الرجال، هل كل ذلك: يتسبب في فساد الحج أو العمرة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن ما ذكرتِه من أمثلة للمخالفات والمعاصي، على الرغم من شناعة أكثرها، وخصوصًا في هاتين العبادتين العظيمتين؛ فإنها لا تفسدهما، بل تنقص أجر من فعلتها، وقد تخرجها من قول النبي صلى الله عليه وسلم: العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة. والْحَجُّ الْمَبْرُورُ هو: الَّذِي لَا رِيَاءَ فِيهِ، وَلَا سُمْعَةَ، وَلَا رَفَثَ، وَلَا فُسُوقَ، وَكَانَتِ النَّفَقَةُ فِيهِ مِنَ الْمَالِ الطَّيِّبِ، كما قيل.

بالإضافة إلى أنها قد تعود على صاحبها بالآثام والأوزار المغلظة؛ لكونها ترتكب في هذه البقاع الطاهرة المعظمة والمقدسة عند الله سبحانه؛ قال تعالى: وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ {الحج:25}.

وكما أن بعضًا من هذه المحرمات من محظورات الإحرام التي يتوجب على من فعلها محرمًا، عالمًا عامدًا، فدية هذه المحظورات، مثل التطيب، وتبخير الملابس، فعلى المرأة المسلمة أن تتقي الله أينما كانت بامتثال أوامره، واجتناب معاصيه، وتذكر نعمة الله عليها وفضله أن رزقها الصحة، والعافية في الجسد، وأن مكنها من أداء مناسك الحج أو العمرة التي حرم منها الملايين من المسلمين، فتقابل هذه النعمة بالشكر، وتذكر قوله تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ {إبراهيم:7}.

ينظر للفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 14432، 37705 ، 14159، 122143.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني