الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

البحث عن الذهب بواسطة معدن النحاس

السؤال

ما حكم استعمال أسياخ النحاس للبحث عن أماكن الذهب والمعادن تحت الأرض؟ علمًا أن كثيرًا من الناس وجدوه بهذه الطريقة.
ويقال: إن هناك بعض البحوث العلمية التي تثبت أن النحاس له قوة استشعار للمعادن الأخرى، كالمغناطيس، وقد جرّبت ذلك بنفسي، فوضعت قطعة ذهب، فكان سيخ النحاس يتأرجح جهتها، مهما تغير المكان الذي أقف فيه، وقد سئل الشيخ ابن باز عن البحث عن الماء تحت الأرض بهذه الأسياخ، فأجازه، إن كان مجرّبًا بين الناس، فهل هذا مثل ذاك، أم إن فيه محذورًا وضربًا من الكهانة؟ أرجو منكم التفصيل -بارك الله فيكم-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا علم لنا بالفتوى التي نسبتها للشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى-.

وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: إذا كان اختبار الأرض لمعرفة ما في جوفها بأجهزة وآلات حديثة؛ بناء على تجارب أجريت على طبقات الأرض، وخبرة مكتسبة من هذه التجارب، فليس هذا من الكهانة، ولا دعوى علم الغيب، بل هو من معرفة المسببات بأسبابها، كمعرفة الطبيب نوع المرض بالأجهزة الطبية الحديثة، ومثل هذا لا ينكر؛ لأنه جار على سنن الله الكونية من ربط الله المسببات بأسبابها، وبواطن الأمور بظواهرها.

وعلى هذا؛ فلا خطر على العقيدة منه.

وأما إذا كان الإخبار عما في باطن الأرض تخمينًا غير مبني على أسباب كونية، وتجارب علمية، فهو خرص، وتدجيل، وقد يصادف الواقع. اهــ.

وهذا يصدق على ما سألت عنه من البحث عن الذهب بواسطة معدن النحاس: فإن جرت العادة، وثبت بالتجربة أن النحاس يشير إلى مكان الذهب؛ لكونه يتأثر به مغناطيسيًّا، أو نحو ذلك، فليس في استعماله حرج.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني