الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إيضاحات حول حديث: من كظمَ غيظًا وهو قادرٌ علَى أنْ يُنْفِذَه...

السؤال

في الحديث الشريف: من كظمَ غيظًا، وهو قادرٌ علَى أنْ يُنْفِذَه؛ دعاه اللهُ عزَّ وجلَّ علَى رؤوسِ الخلائقِ يومَ القيامةِ، حتى يُخَيِّرَهُ اللهُ منَ الحورِ ما شاءَ.
السؤال: هذا الثواب من الحور العين للرجال. فماذا يحصل للنساء إذا كظمن غيظهن؟
كلمة: ما يشاء. هذه كلمة مفتوحة ليس لها حد معين. فكم عدد الحور العين التي يحصل عليها؟
أنا شخصيا إذا كنت في هذا الموقف لن أختار منهن، بل سوف آخذ الحور العين كلهن، ولا أترك منهن واحدة.
فهل لكلمة: ما يشاء، حد وعدد معين أم هي مفتوحة مطلقة؟
هل المقصود بالكظم للغيظ أن يكون دائما طول العمر، وهذا أمر شبه مستحيل أن يظل الإنسان طول عمره بلا غضب، أم من كظم غيظا ولو مرة واحدة يأخذ هذا الثواب؟
وجزاكم الله عز وجل خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن المرأة تثاب على كظم غيظها كما يثاب الرجل، ولا يضيع عملها وقد قال تعالى: وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا. {النساء:124}، فهي تشترك مع الرجل في أصل الثواب، ومن الثواب الوارد في كظم الغيظ -ويشمل المرأة- ما جاء في الحديث: ومَنْ كَظَم غيْظَهُ -ولو شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أمْضاهُ-؛ ملأَ الله قلْبَهُ يومَ القيامَةِ رِضاً. رواه الطبراني وحسنه الألباني، وهذا الثواب تدخل فيه المرأة.
وجملة: "حَتَّى يُخَيِّرَهُ اللَّهُ مِنَ الحُورِ ما شاءَ" هنا ليست صريحة في أن الله يعرض عليه كل حور عين الجنة يختار العدد الذي يشاء. وإنما المعنى أنه يختار ما شاء من الحور المعروضات عليه.

قال ابن رسلان في شرح سنن أبي داود: (الحور العين ما شاء) منها حين تعرض عليه. اهــ.
كما أن الحديث أطلق الثواب لمن كظم الغيظ، ولم يقيده بأن يكون ذلك خلقا وسجية له. فمن كظم غيظه ولو مرة، فإنه يرجى أن ينال ذلك الثواب.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني