الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشك في خروج المذي والوسوسة في الطهارة

السؤال

أنا رجل أكثر من الشك في رمضان ، و دائم الاعتقاد بأن المذي قد خرج مني بعد التبول أو حتى لمجرد رؤية لفتاة رغم أني لا أتعمد النظر وإن وقع نظري علي فتاة فإني أدير وجهي مباشره لها حتي لا أنظر إليها .. لكن رغم ذلك ينتابني الشك دائما بخروج المذي .. وحتى عندما أتوضا لرفع الحدث الأصغر فإني أطيل الوضوء بشكل متعب ظننا مني أن وضوئي ناقص .
سؤال أخر ...على فرض أن شخصا خرج منه مذي وهو صائم ولم يقم برفع الحدث الأصغر وصام اليوم الذي بعده والذي بعده .. فهل صومه باطل ؟
وبارك الله لنا فيكم وجزاكم عنا ألف خير .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد تقدم في الفتوى رقم : 31363 ، أن الشك في خروج الحدث لا يلتفت إليه، ومنه الشك في خروج المذي لأن الأصل عدم خروجه واليقين لا يزال بالشك ، فعلى الأخ السائل أن يهون على نفسه ويعلم أن الشك في خروج المذي لا يلزم منه شيء , وحتى لو تيقن خروج المذي بسبب النظر فجمهور الفقهاء على أنه لا يفسد صومه ، وعليه غسل ذكره والوضوء منه .

ومثله ما لو خرج المذي بعد التبول، والغالب أن الذي يخرج بعد البول هو الودي وليس المذي، والودي لا يفسد الصوم وعليه أن يغسل ما أصاب بدنه منه ويتوضأ . وليعلم الأخ السائل أن الذي يصيبه من المبالغة في الوضوء وإطالته والتشكك في إتمامه هو ما يسمى بالوسواس القهري، وعلاجه في الإعراض عنه وعدم الاسترسال معه مع قراءة المعوذتين. ولبيان ماهيته وعلاجه راجع الفتوى رقم : 3086 ، ثم إن الزيادة في غسل العضو المغسول أكثر من ثلاث يعتبر اعتداء وتنطعاً، فالحذر الحذر من الوسوسة في الطهارة. ولبيان الوضوء الكامل والوضوء المجزئ راجع الفتوى رقم : 7503 ، ولمزيد الفائدة في هذا المعنى طالع الفتوى رقم : 56124 ،

وبالنسبة للسؤال الثاني فقد تقدم في الإجابة عن السؤال الأول حكم خروج المذي من الصائم . وللفائدة في موضوع الصلاة راجع الفتوى رقم : 6835 .

ومن صام ولم يصل بعض الصلوات فإنه يكون قد ارتكب إثماً عظيماً، وعليه التوبة وقضاء مافاته من الصلوات لكن صيامه صحيح . ومثل ترك الصلاة ما لو ترك الطهارة لها عمداً مختاراً .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني