السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابني يبلغ من العمر ست سنوات، ويدرس في الصف الأول في مدرسة أجنبية، ورغم أني لم ألاحظ شيئاً غريباً أثناء نموه - فهو الثالث في إخوانه - إلا أنه منذ دخوله المدرسة لاحظت أنه يواجه صعوبة في التأقلم، حيث أن معلمته في الروضة كانت تشتكي من أنه يقوم بتصرفات غريبة كأن يخلع حذاءه باستمرار ولا يجلس مع الأطفال بل يظل يجول في الصف، ولا يستمع كلام معلمته، وعندما تجبره يرد عليها بأنه سيخبر أباه وأن أباه شرطي كبير وسيجعله يدخل المعلمة السجن، وكان لا يطلب أن يذهب إلى الحمام، بل ينزوي جانباً في ساحة اللعب ويقضي حاجته ثم يعود إلى اللعب دون أن يصيب ملابسه بشيء من الأذى.
ورغم ذلك فإن المعلمة كانت تقول بأنه طفل ذكي يحفظ الأناشيد والأغاني بسرعة، وله حس موسيقي عالٍ ويحب أن يرقص الرقصات التراثية، وقد أبدى بعض التحسن في الصف الثاني من الروضة، حيث حظي بمعلمة متفهمة فأصبح يشارك الأطفال في الجلوس على سجادة الحلقة، ويستمع إلى القصة ويأتي ليحكي لي القصة، واستطاع أن يحفظ الأرقام باللغة الإنجليزية وكذلك الحروف الهجائية الإنجليزية، ويستطيع كتابتها ويكتب بعض الكلمات البسيطة ويحفظ الألوان جميعها والأشكال الهندسية.
وكانت المعلمة تقول بأنه تحسن عن بداية العام الدراسي، لكن المشاكل عادت للظهور عندما بدأ بدراسة الصف الأول من المرحلة الابتدائية، كما أن معلمته لم تكن من النوع المتفهم، وبعد مرور شهرين استدعوني للمدرسة واشتكوا من أن الطالب مستواه متدنٍّ، فهو لا ينتبه لشرح المعلمة ولا يجاري باقي الأطفال في أداء المطلوب منه، وعندما تجلس معه المعلمة لتشرح له فإنه يبدأ في سرد قصص من أفلام الكرتون أو يخبرها عن أشياء حدثت له في المنزل، وهو نفس الحال معي في البيت عندما أبدأ في المذاكرة له يبدأ بإعطائي مبررات وأعذار منها أنه مريض أو أنه جائع أو أنه صائم أو أن رأسه يؤلمه وغيرها من الأعذار، أو أن ينسحب إلى عالم الكرتون فيبدأ في الضحك ويخبرني أنه يضحك على الموقف الكرتوني حتى لا يمسك القلم ليكتب.
ورغم أني أشجعه أحياناً وأعاقبه أحياناً أخرى ورغم أنه يكتب معي في النهاية عندما أصر عليه إلا أنه لا يرضى أن يكتب عند المعلمة ولا ينتبه لها ولا ينهي العمل المطلوب منه، ورغم ذلك فهو يقرأ القصص القصيرة التي يرسلونها معه ويقرأ دروس اللغة العربية ويحفظ السور القرآنية والأحاديث التي يعطونها له، وخياله واسع ويؤلف قصصاً عنه وعن أصدقائه.
وأما في البيت فهو يفضل لعب البلايستيشن، وهو ماهر فيها، ويشاهد أفلام الكرتون بكثرة، ويحفظ الشخصيات ويصر على الأفلام التي تحتوي على حركة، ولا يحب الأفلام التي بها قصص وحوارات سوى عدد قليل منها، ويحب أن يتقمص شخصياتها في حياته الطبيعية، حتى أن الذين في المنزل يضحكون عليه ويعتقدون بأنه أهبل، ومستوى اللغة لديه أقل من أقرانه ولا يحفظ مفردات كثيرة، وأشعر أنه في بعض الأحيان لا يفهم إذا استخدمت مفردات صعبة في الحديث معه، فأبدأ في تبسيطها، ولكنه يتكلم بوضوح ويحدد ما يريد.
وقد ألمحت بعض معلماته أنه ربما يكون طفلاً لديه سمات التوحد؛ لأنه لا يركز في الصف ولا ينظر إلى عين المعلمة عندما تكلمه، ويلتفت عنها رغم أنه إذا أراد أن يكلم أحداً نظر في عينيه ويطلب منه ما يريد، وأعيش في حالة من القلق الشديد، فهل يعاني ابني من بعض سمات التوحد أم أنه يعاني من مشكلة في عقله؟
وشكراً لكم.