الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التحذير من تتبع الشبهات

السؤال

كيف تم تشريع الأذان؟ وكيف نرد على الذين يقولون إن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتار في الأذان حتى أخبره عبد الله بن يزيد عن حلمه، فشرعه الرسول صلى الله عليه وسلم مستدلين بأحاديث أنتم أعلم بها؟ وإن كان ذلك فكيف لحلم أن يصبح عبادة؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنشكرك على الاتصال بنا، ونفيدك أنا لسنا معنيين بتتبع الشبهات والرد عليها، وليس عندنا وقت لها نظرا لانشغالنا بإسعاف الناس في نوازلهم المتعلقة بعباداتهم ومعاملاتهم، والذي ننصح به كل مسلم أن يطلب العلم النافع الذي يمكنه من عبادة الله على الوجه الذي يرضي الله تعالى عنه، فيتعلم العلم الشرعي الذي يحتاج إليه، ويعمل به ويدعو إليه، كما كان الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ يسألون النبي صلى الله عليه وسلم ويطلبون منه أن يعلمهم ليعملوا ويعلموا غيرهم، ففي صحيح مسلم عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله إنا هذا الحي من ربيعة، وقد حالت بيننا وبينك كفار مضر، فلا نخلص إليك إلا في شهر الحرام، فمرنا بأمر نعمل به وندعو إليه من وراءنا.

على المسلم في بداية الطلب أن يتعرف على الحق انطلاقا من تفهمه لنصوص الوحيين، واطلاعه على التفسير الصحيح لهما والموجود في التفاسير وشروح الحديث المعتمدة، ولا يشغل نفسه بالبحث عن الشبه والأقوال الضعيفة، لما يخشى عليه من التأثر بها، وعليه أن يعتصم بمنهج أهل السنة والجماعة في الاعتقاد والعمل، وأن يحذر من الاطلاع على شبه ومقالات الملاحدة والكفار والمخالفين لأهل السنة، فإن السلامة لا يعدلها شيء، قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة: وقال لي شيخ الإسلام ـ رضي الله عنه ـ وقد جعلت أورد عليه إيراداً بعد إيراد: لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها فلا ينضح إلا بها، ولكن أجعله كالزجاجة المصمة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها، فيراها بصفائه ويدفعها بصلابته، وإلا فإذا أشربت قلبك كل شبهة تمر عليها صار مقراً للشبهات ـ أو كما قال ـ فما أعلم أني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك، وإنما سميت الشبهة شبهة لاشتباه الحق بالباطل فيها، فإنها تلبس ثوب الحق على جسم الباطل. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني