الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإسلام يدعو إلى النظافة والتنزه عن المستقذرات

السؤال

حديث نبوي: عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: وهو يقال له: إنه يستقى لك من بئر بضاعة وهي بئر يلقى فيها لحوم الكلاب والمحايض وعذر الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الماء طهور لا ينجسه شيء)) رواه الترمذي وأبو داود والنسائي وأحمد.
السؤال: ظاهر الحديث قد يستغله أعداء الإسلام للإ ساءة إلى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف تدافع عنهم ونبين معنى الحديث المراد؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الإسلام دين يدعو إلى النظافة، والتنزه عن كل المستقذرات، ودليل ذلك أمره اتباعه بالطهارة من الخبث، وحثه على إماطة الأذى عن الطريق، وجعل ذلك شعبة من شعب الإيمان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: الإيمان بضع وسبعون أو ستون شعبة أفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان رواه مسلم. ومن المعلوم أن الصحابة رضوان الله عليهم هم أشد الناس مسارعة إلى تطبيق الشرع بامتثال أوامره واجتناب نواهيه. وعليه، فلا يعقل منهم إلقاء الحيض ولحوم الكلاب وغيرها في تلك البئر التي هي مورد الناس، وإنما المقصود في الحديث المذكور هو أن الناس يلقون تلك القاذورات في البراري ثم يأتي المطر فيجرفها السيل إلى تلك البئر. قال السندي عند شرحه للحديث المسؤول عنه: عادة الناس دائماً في الإسلام والجاهلية تنزيه المياه وصونها عن النجاسات، فلا يتوهم أن الصحابة وهم أطهر الناس وأنزههم كانوا يفعلون ذلك عمداً مع عزة الماء فيهم، وإنما كان ذلك من أجل أن هذه البئر كانت في الأرض المنخفضة، وكانت السيول تحمل الأقذار من الطرق وتلقيها فيها. ولعل السائل يشكل عليه استعمال الصحابة لماء هذه البئر التي هي محل للقذر فالجواب: أن الماء فيها قد بلغ درجة من الكثرة لم يعد يؤثر فيه شيء، خصوصاً إذا علمنا أن ماء الآبار دائم التجدد لوجود روافد بداخلها، ولهذا كان جواب النبي صلى الله عليه وسلم: إن الماء طهور لا ينجسه شيء. وبهذا الذي قدمنا يزول اللبس والأشكال. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني