الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحجاب.. وتغير الزمان أو المكان

السؤال

أنا طالبة من تونس ولدي حلقة بحث في الجامعة موضوعها هو كالتالي ( إننا نعلم أن الإسلام هو دين يوافق كل المجتمعات والعصور وقد ظهرت مؤخرا حملة ضد الحجاب فما هو حكم الإسلا م في الحجاب وهل هو حكم ثابت أم متغير ) أرجو الرد بالجواب الكافي .ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كنت تقصدين بالحجاب تغطية الرأس فإن ذلك مما لاخلاف في وجوبه على المرأة. وإن كنت إنما تعنين به تغطية الوجه أيضا، فإن أهل العلم المعتبر اتفاقهم قد اتفقوا على وجوبها أيضا إذا كان تركها يؤدي إلى الفتنة بيقين أو ظن غالب، كأن تكون المرأة بارعة الجمال. واختلفوا فيها عند أمن الفتنة. وكنا قد بينا هذا الحكم من قبل في فتاوى كثيرة، ولك أن تراجع فيه فتوانا رقم: 5224.

وإذا تبين حكم الحجاب فاعلمي أن أحكام الشريعة الإسلامية على ضربين: فما كان منها متعلقا بالعقيدة والقيم الدينية والأخلاق يعتبر ثوابت لا تتغير بتغير الزمان والمكان. وما كان متعلقا بالمعاملات من بيع وشراء وحكم وسياسة ونحوها مما يحتاجه الناس في أمور حياتهم فيمكن أن يلحقه التغير، وقد جعل له الشارع ضوابط عامة يمكن للمجتهدين أن ينظروا فيها ويجتهدوا تبعا لما تدعو إليه المصلحة. وبما أن الحجاب يدخل في ستر العورة ويصون المرأة عن أعين الفساق وأيدي الصيادين في بحر الرذيلة فهو إذاً من الأخلاق الثابتة في الإسلام ولا يتغير الطلب به بتغير الزمان أو المكان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني