غَلَبَ اللَّيَالِي خَلَفُ آلِ مُحْرِقِ وَكَمَا فَعَلْنَ بِتُبَّعٍ وَبِهِرْقِلَ
بِكَسْرِ الْهَاءِ وَسُكُونِ الرَّاءِ، قَالَ: أَرَادَ هِرَقْلًا بِفَتْحِ الرَّاءِ فَاضْطُرَّ فَغَيَّرَ، وَالْهِرَقْلُ الْمُنْخُلُ، وَدَلَّ هَذَا أَنْ تَسْكِينَ الرَّاءِ ضَرُورَةٌ لَيْسَتْ بِلُغَةٍ، وَجَاءَ فِي الشِّعْرِ أَيْضًا عَلَى الْمَشْهُورِ:كَدِينَارِ الْهِرَقْلِيِّ أَصَفَرًا
وَاحْتَجَّ بَعْضُهُمْ فِي تَسْكِينِ الرَّاءِ بِمَا أَنْشَدَهُ أَبُو الْفَرَجِ لِدِعْبَلِ بْنِ عَلِيٍّ الْخُزَاعِيِّ فِي ابْنِ عَبَّادٍ وَزِيرِ الْمَأْمُونِ:أَوْلَى الْأُمُورَ بِضَيْعَةٍ وَفَسَادٍ أَمْرٌ يُدَبِّرُهُ أَبُو عَبَّادِ
وَكَأَنَّهُ مِنْ دَيْرِ هِرَقْلَ مُفْلِتٌ فَرْدٌ يَجُرُّ سَلَاسِلَ الْأَقْيَادِ
وَبَنُو الْأَصْفَرِ الْكِرَامُ مَلُوكُ الرُّ رُومِ لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ مَذْكُورٌ
فِي قِبَابٍ حَوْلَ دَسْكَرَةٍ حَوْلَهَا الزَّيْتُونُ قَدْ يَنَعَا
آبَ هَذَا اللَّيْلُ فَاكْتَنَعَا وَأَمَرَ النَّوْمَ فَامْتَنَعَا
رَاعِيًا لِلنَّجْمِ أَرْقُبُهُ فَإِذَا مَا كَوْكَبٌ طَلَعَا
[ ص: 84 ] حَانَ حَتَّى إِنَّنِي لَا أَرَى أَنَّهُ بِالْغَوْرِ قَدْ رَجَعَا
وَلَهَا بِالْمَاطِرُونِ إِذَا أَكَلَ النَّمْلُ الَّذِي جَمَعَا
خِزْفَةٌ حَتَّى إِذَا ارْتَبَعَتْ ذَكَرَتْ مِنْ جِلَّقَ بَيْعًا
فِي قِبَابٍ حَوْلَ دَسْكَرَةِ حُوٍّ لَهَا الزَّيْتُونُ قَدْ يَنَعَا
فَيَوْمٌ عَلَيْنَا وَيَوْمٌ لَنَا وَيَوْمٌ نُسَاءُ وَيَوْمٌ نُسَرُّ
إِذَا فَازَ فِيكُمْ عَبْدُ وَدٍّ فَلَيْتَكُمْ أَرَارِسَةٌ تَرْعُونَ دِينَ الْأَعَاجِمِ
إِذَا رَضِيَتْ عَلَيَّ بَنُو قُشَيْرٍ
أَيْ عَنِّي، وَوَقَعَ لَفْظَةُ عَنِّي أَيْضًا فِي الْبُخَارِيِّ [ ص: 88 ] فِي التَّفْسِيرِ.أَلَا تَسْأَلَانِ الْمَرْءَ مَاذَا يُحَاوِلُ
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ " ذَا " زَائِدَةً، أَجَازَ ذَلِكَ جَمَاعَةٌ مِنْهُمُ ابْنُ مَالِكٍ فِي نَحْوِ: مَاذَا صَنَعْتَ؟ قَوْلُهُ " لَمْ يَكُنْ لِيَذَرَ الْكَذِبَ " اللَّامُ فِيهِ تُسَمَّى لَامَ الْجُحُودِ لِمُلَازَمَتِهَا لِلْجَحْدِ أَيِ النَّفْيِ، وَفَائِدَتُهَا تَوْكِيدُ النَّفْيِ، وَهِيَ الدَّاخِلَةُ فِي اللَّفْظِ عَلَى الْفِعْلِ مَسْبُوقَةً بِمَا كَانَ أَوْ لَمْ يَكُنْ نَاقِصَتَيْنِ مُسْنَدَتَيْنِ لِمَا أُسْنِدَ إِلَيْهِ الْفِعْلُ الْمَقْرُونُ بِاللَّامِ، نَحْوَ: nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=137لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَقَالَ النَّحَّاسُ: الصَّوَابُ تَسْمِيَتُهَا لَامَ النَّفْيِ لِأَنَّ الْجَحْدَ فِي اللُّغَةِ إِنْكَارُ مَا تَعْرِفُهُ لَا مُطْلَقُ الْإِنْكَارِ.غلب الليالي خلف آل محرق وكما فعلن بتبع وبهرقل
بكسر الهاء وسكون الراء، قال: أراد هرقلا بفتح الراء فاضطر فغير، والهرقل المنخل، ودل هذا أن تسكين الراء ضرورة ليست بلغة، وجاء في الشعر أيضا على المشهور:كدينار الهرقلي أصفرا
واحتج بعضهم في تسكين الراء بما أنشده أبو الفرج لدعبل بن علي الخزاعي في ابن عباد وزير المأمون:أولى الأمور بضيعة وفساد أمر يدبره أبو عباد
وكأنه من دير هرقل مفلت فرد يجر سلاسل الأقياد
وبنو الأصفر الكرام ملوك الر روم لم يبق منهم مذكور
في قباب حول دسكرة حولها الزيتون قد ينعا
آب هذا الليل فاكتنعا وأمر النوم فامتنعا
راعيا للنجم أرقبه فإذا ما كوكب طلعا
[ ص: 84 ] حان حتى إنني لا أرى أنه بالغور قد رجعا
ولها بالماطرون إذا أكل النمل الذي جمعا
خزفة حتى إذا ارتبعت ذكرت من جلق بيعا
في قباب حول دسكرة حو لها الزيتون قد ينعا
فيوم علينا ويوم لنا ويوم نساء ويوم نسر
إذا فاز فيكم عبد ود فليتكم أرارسة ترعون دين الأعاجم
إذا رضيت علي بنو قشير
أي عني، ووقع لفظة عني أيضا في البخاري [ ص: 88 ] في التفسير.ألا تسألان المرء ماذا يحاول
ويجوز أن يكون " ذا " زائدة، أجاز ذلك جماعة منهم ابن مالك في نحو: ماذا صنعت؟ قوله " لم يكن ليذر الكذب " اللام فيه تسمى لام الجحود لملازمتها للجحد أي النفي، وفائدتها توكيد النفي، وهي الداخلة في اللفظ على الفعل مسبوقة بما كان أو لم يكن ناقصتين مسندتين لما أسند إليه الفعل المقرون باللام، نحو: nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179وما كان الله ليطلعكم على الغيب nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=137لم يكن الله ليغفر لهم وقال النحاس: الصواب تسميتها لام النفي لأن الجحد في اللغة إنكار ما تعرفه لا مطلق الإنكار.