الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المسلم الجديد إن خشي الفتنة عن دينه بإظهار إسلامه فماذا يفعل

السؤال

مسلم جديد أشهر إسلامه أمام عائلته المقربين, وهم يحاولون رده عن الإسلام دون عنف ويكتفون بالشتائم، أما سائر الناس فلا زالوا يظنونه نصرانيًّا, وهو يفكر حاليًا في إشهار إسلامه باسمه الحقيقي وصورته على الفيسبوك لكثرة الناس فيه, ولكنه لا يثق في مصداقية إدارة الفيسبوك ولا يحسبهم من محبي الإسلام، فما رأيكم؟ وهو الآن محتار ومتردد كيف يشهر إسلامه, ويرى أن الأمر ليس سهلاً وأنه سيغضب الكثيرين, فما هي خير الطرق لذلك؟ وهدفه من إشهار إسلامه هو التخلص من عبء إخفاء الحقيقة وإعلان إسلامه؛ لأنه جزء منه أولاً, ثم الدعوة ثانيةً, ويرى أن الأضرار التي ستلحق به لن تكون كبيرة, ولن تصل إلى درجة التهديد, أو الإيذاء الجسدي, ولكن ستجعل حياته في الوسط النصراني الذي نشأ فيه شبه مستحيلة, علمًا بأنه مقيم حاليًّا في الخارج, وينوي الرجوع إلى بلده أو أي بلد عربي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنهنئ هذا الأخ على ما أنعم الله عليه بهذه النعمة العظمى وهي الدخول في الإسلام، ونسأل الله له التوفيق والثبات، ونوصيه بالحرص على العلم النافع والعمل الصالح وصحبة الأخيار ونحو ذلك مما يعينه على الثبات على طريق الهدى والرشاد, ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 1208 والفتوى رقم: 12744.

وليتصدَّ لما يجد من أذى وشتائم بالصبر، فعاقبة الصبر الخير الكثير في الدنيا والآخرة، وليتسلَّ بالنظر في سير الأنبياء والصالحين قبلنا من خلال قصص القرآن الكريم والسنة والسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي ليتبين له كيف تحملوا كثيرًا من الأذى في سبيل تمسكهم بدينهم ابتغاء مرضاة ربهم فنالوا عز الدنيا والآخرة, ويمكن الاطلاع على جملة من النصوص التي تبين فضائل الصبر بالفتوى رقم: 18103.

وإذا كان قادرًا على ممارسة شعائر دينه فهو غير ملزم شرعًا بإعلان إسلامه على الملأ، وقد تكون المصلحة أحيانًا في كتمان إيمانه، وإن رغب في إظهاره فالأولى به التدرج في ذلك؛ لئلا يتسلط عليه شياطين الإنس والجن فيجتهدوا في فتنته عن دينه، كما نرى ونسمع من خلال أجهزة الإعلام في هذه الأيام من قصص في هذا السياق, وخلاصة الأمر هو أنه يرجع في أمر الإعلان أو الكتمان إلى المصلحة، وعليه قبل الإقدام على أي خطوة أن يشاور الثقات من إخوانه المسلمين.

وإذا خشي الفتنة عن دينه بالمقام بين أهله فعليه أن يطلب بلدًا يستطيع فيه إقامة شعائر دينه من غير حرج، فالهجرة من بلد الكفر إلى بلد الإسلام أو من مكان المعصية إلى مكان الطاعة مطلوبة شرعًا، وقد تستحب أو تجب باختلاف الأحوال، وتراجع الفتوى رقم: 123498.

وأما الدعوة إلى الله: فمن خير العمل وأفضل القربات، ومن أعظم ما يعين على الثبات على الحق، ولكنها تحتاج إلى عدة, وزاد من العلم النافع, والإيمان العميق, والفهم الدقيق, والاتصال الوثيق بالله تعالى, والثقة به, والتوكل عليه، وخاصة إن كان الداعية يتصدى لمجادلة أهل الباطل، ولمزيد الفائدة نرجو مطالعة الفتاوى التالية أرقامها: 21186 - 7583 - 13288 - 21363.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني