المقداد بن عمرو 
( ع ) 
صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأحد السابقين الأولين وهو المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة القضاعي الكندي البهراني . 
ويقال له : المقداد بن الأسود   ; لأنه ربي في حجر الأسود بن عبد يغوث الزهري  فتبناه ،  [ ص: 386 ] وقيل : بل كان عبدا له أسود اللون فتبناه ، ويقال : بل أصاب دما في كندة  ، فهرب إلى مكة  ، وحالف الأسود . 
شهد بدرا  والمشاهد ، وثبت أنه كان يوم بدر  فارسا ، واختلف يومئذ في الزبير   . 
له جماعة أحاديث . 
حدث عنه علي  ،  وابن مسعود  ،  وابن عباس  ،  وجبير بن نفير  ،  وابن أبي ليلى  ،  وهمام بن الحارث  ،  وعبيد الله بن عدي بن الخيار  ، وجماعة . 
وقيل : كان آدم طوالا ، ذا بطن ، أشعر الرأس ، أعين ، مقرون الحاجبين ، مهيبا . عاش نحوا من سبعين سنة . 
مات في سنة ثلاث وثلاثين ، وصلى عليه  عثمان بن عفان  ، وقبره بالبقيع   - رضي الله عنه . 
حديثه في الستة ، له حديث في " الصحيحين " . وانفرد له مسلم  بأربعة أحاديث .  [ ص: 387 ] 
أخبرنا إسحاق الأسدي   : أنبأنا ابن خليل  ، أنبأنا اللبان  ، أنبأنا أبو علي الحداد  ، أنبأنا أبو نعيم  ، أنبأنا أحمد بن المسندي  ، حدثنا موسى بن هارون  ، حدثنا  عباس بن الوليد  ، حدثنا بشر بن المفضل  ، حدثنا ابن عون  ، عن عمير بن إسحاق  ، عن المقداد بن الأسود  قال : استعملني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على  [ ص: 388 ] عمل ، فلما رجعت ، قال : كيف وجدت الإمارة ؟ قلت : يا رسول الله ، ما ظننت إلا أن الناس كلهم خول لي ، والله لا ألي على عمل ما دمت حيا  . 
بقية : حدثنا حريز بن عثمان  ، حدثني عبد الرحمن بن ميسرة  ، حدثني أبو راشد الحبراني  قال : وافيت المقداد  فارس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحمص  على تابوت من توابيت الصيارفة ، قد أفضل عليها من عظمه ، يريد الغزو ، فقلت له : قد أعذر الله إليك . فقال : أبت علينا سورة البحوث انفروا خفافا وثقالا   [ التوبة : 41 ] . 
يحيى الحماني   : حدثنا ابن المبارك  ، عن  صفوان بن عمرو  ، حدثنا عبد الرحمن بن جبير بن نفير  ، عن أبيه قال : جلسنا إلى المقداد  يوما ، فمر به رجل ، فقال : طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والله لوددنا أنا رأينا ما رأيت ، فاستمعت ، فجعلت أعجب ، ما قال إلا خيرا ، ثم أقبل عليه ، فقال : ما يحمل أحدكم على أن يتمنى محضرا غيبه الله عنه ، لا يدري لو شهده كيف كان يكون فيه . والله لقد حضر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقوام كبهم الله على مناخرهم في جهنم ، لم يجيبوه ولم يصدقوه ، أولا تحمدون الله ، لا  [ ص: 389 ] تعرفون إلا ربكم مصدقين بما جاء به نبيكم ، وقد كفيتم البلاء بغيركم ؟ والله لقد بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - على أشد حال بعث عليه نبي في فترة وجاهلية ، ما يرون دينا أفضل من عبادة الأوثان ، فجاء بفرقان حتى إن الرجل ليرى والده ، أو ولده ، أو أخاه كافرا ، وقد فتح الله قفل قلبه للإيمان ، ليعلم أنه قد هلك من دخل النار ، فلا تقر عينه وهو يعلم أن حميمه في النار ، وأنها للتي قال الله تعالى ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين   [ الفرقان : 74 ] . 
وفي " مسند أحمد   " لبريدة   : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : عليكم بحب أربعة : علي  ، وأبي ذر  ، وسلمان  ،  والمقداد   . 
وعن كريمة بنت المقداد  ، أن المقداد  أوصى للحسن  والحسين  بستة وثلاثين ألفا ، ولأمهات المؤمنين لكل واحدة بسبعة آلاف درهم ، وقيل : إنه شرب دهن الخروع ، فمات . 
				
						
						
