يحيى بن أبي كثير ( ع ) 
الإمام الحافظ ، أحد الأعلام أبو نصر الطائي ، مولاهم اليمامي ، واسم أبيه صالح ، وقيل يسار ، وقيل : نشيط . 
روى عن  أبي أمامة الباهلي ،  وذلك في صحيح مسلم ،  ولكنه مرسل ، وعن أنس بن مالك  وذلك في كتاب  النسائي   . وعن  أبي سلمة بن عبد الرحمن ،  وعبد الله بن أبي قتادة ،  وأبي قلابة الجرمي ،  وبعجة بن عبد الله الجهني ،   وعمران بن حطان ،  وهلال بن أبي ميمونة ،  وعدة . 
وروى عن جابر  مرسلا ، ودينار ،   والسائب بن يزيد ،  وضمضم بن جوس ،  وعقبة بن عبد الله الغافر  ، وعبيد الله بن - مقسم  ، وعكرمة  ، وحية بن حابس  ، ونافع  ،  ومحمد بن إبراهيم التيمي  ، وأبي سلام الحبشي   - وينزل إلى أن روى عن زيد بن سلام  ، حفيد هذا ، وعن الأوزاعي  ، وهو تلميذه . 
وكان طلابة للعلم ، حجة . 
روى عنه ابنه عبد الله  ، ومعمر  ،  والأوزاعي  ، وهشام بن أبي عبد الله  ، وحرب بن شداد  ،  وعكرمة بن عمار  ، وشيبان النحوي  ،  وهمام بن يحيى  ، وأبان  [ ص: 28 ] بن يزيد  ،  وأيوب بن عتبة  ،  ومحمد بن جابر  ، وأيوب بن النجاد  ،  وجرير بن حازم  ، وسليمان بن أرقم  ، وأبو عامر الخزاز  ،  وعمران القطان  ، وعلي بن المبارك  ، وأبو إسماعيل القناد  وخلق . 
وقال حرب بن شداد   : عن يحيى  ، قال : كل شيء عندي عن أبي سلام الأسود  ، إنما هو كتاب . وروى وهيب بن خالد  ، عن أيوب  ، قال : ما بقي على وجه الأرض مثل  يحيى بن أبي كثير   . 
وقال شعبة   :  يحيى بن أبي كثير  أحسن حديثا من الزهري   . 
وقال  أحمد بن حنبل   : إذا خالفه الزهري  ، فالقول قول يحيى   . 
وقال  أبو حاتم الرازي   : هو إمام لا يروي إلا عن ثقة ، وقد نالته محنة ، وضرب لكلامه في ولاة الجور . 
نقل جماعة أنه توفي سنة تسع وعشرين ومائة وبعضهم نقل أنه بقي إلى سنة اثنتين وثلاثين ومائة والأول أصح . 
قال أحمد   : هو من أثبت الناس ، إنما يعد مع الزهري  ، ويحيى بن سعيد   . وقال  ابن حبان   : كان من العباد ، إذا حضر جنازة ، لم يتعش تلك الليلة ، ولا يكلمه أحد . 
وقال  العقيلي   : كان يذكر بالتدليس . 
وقال أبو حاتم   : قد رأى أنسا يصلي في الحرم   . 
وقال حسين المعلم   : قال لي يحيى   : كل شيء عن أبي سلام  إنما هو كتاب . المعافى بن عمران  ، عن الأوزاعي  ، عن  يحيى بن أبي كثير  قال : قال  [ ص: 29 ] سليمان   -عليه السلام- : يا بني إياك والمراء ، فإنه ليس فيه منفعة ، وهو يورث العداوة بين الإخوان  . 
عبد الله بن يحيى بن أبي كثير   : سمعت أبي يقول : لا يستطاع العلم براحة الجسد  . 
أبو إسحاق الفزاري  ، عن الأوزاعي  ، عن  يحيى بن أبي كثير  ، قال : إذا رأيت المبتدع في طريق ، فخذ في غيره  . 
ابن وهب   : أخبرني من سمع الأوزاعي  عن  يحيى بن أبي كثير  ، أن سليمان بن داود  قال لابنه : إن الأحلام تصدق قليلا ، وتكذب كثيرا ، فعليك بكتاب الله ، فالزمه ، وإياه فتأول  . 
عبد الرزاق  ، عن معمر  قال : حدث  يحيى بن أبي كثير  بأحاديث ، فقال : اكتب لي حديث كذا ، وحديث كذا . فقلت : يا أبا نصر  ، أما تكره كتب العلم ؟ قال : اكتبه لي ، فإنك إن لم تكتب فقد ضيعت أو عجزت . 
أخبرنا أحمد بن سلامة  ، وعلي بن أحمد  كتابة عن المبارك بن المبارك  ، أخبرنا أبو علي محمد بن محمد الخطيب  ، أخبرنا عبيد الله بن عمر  ، أخبرنا أبو بحر بن محمد بن الحسن  ، حدثنا محمد بن سليمان الباغندي  ، حدثنا أبو عاصم  ، حدثنا حجاج الصواف  عن  يحيى بن أبي كثير  عن عكرمة  ، حدثني حجاج بن عمر الأنصاري  أنه سمع رسول الله يقول : من كسر أو عرج ، فقد حل ، وعليه  [ ص: 30 ] الحج من قابل رواه أحمد  في " مسنده " عن يحيى بن سعيد  ، عن حجاج  ورواه أبو داود  ،  والنسائي  ،  وابن ماجه  ، عن أصحاب يحيى  نحوه . ورواه الترمذي  عن الكوسج  ، عن روح  ، والأنصاري  عن حجاج  وحسنه . 
لكنه معلول بما رواه معمر   ومعاوية بن سلام  عن يحيى  عن عكرمة  ، فقال : عن عبد الله بن رافع  عن الحجاج   . قال  البخاري   : وهذا أصح . 
قال حسين المعلم   : قلنا ليحيى بن أبي كثير   : هذه المرسلات ، عمن ؟ قال : أترى رجلا أخذ مدادا وصحيفة ، فكتب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الكذب ؟ . 
قال : فقلت : إذا جاء مثل هذا فأخبرنا ، قال : إذا قلت : بلغني ، فإنه من كتاب  . 
وقال  يحيى القطان   : مرسلات  يحيى بن أبي كثير  شبه الريح . 
وقال الفلاس   : ما حدثنا  يحيى القطان  لقتادة  ولا ليحيى بن أبي كثير  بشيء مرسل ، إلا حديثا واحدا . 
حدثنا عن الأوزاعي  ، عن يحيى  ، أن ابن عباس  كان لا يرى طلاق المكره شيئا  . قال  يزيد بن هارون  عن همام  قال : ما رأيت أصلب وجها من يحيى  [ ص: 31 ] بن أبي كثير   . كنا نحدثه بالغداة ، فنروح بالعشي فيحدثناه  . 
ويروى أن  يحيى بن أبي كثير ،  أقام بالمدينة  عشر سنين في طلب العلم . 
قال الفلاس   : مات سنة تسع وعشرين ومائة . 
				
						
						
