الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      الأثرم ( س )

                                                                                      الإمام الحافظ العلامة ، أبو بكر ، أحمد بن محمد بن هانئ ، [ ص: 624 ] الإسكافي الأثرم الطائي ، وقيل : الكلبي أحد الأعلام ، ومصنف " السنن " ، وتلميذ الإمام أحمد .

                                                                                      ولد في دولة الرشيد .

                                                                                      وسمع من : عبد الله بن بكر السهمي -إن شاء الله ، ومن هوذة بن خليفة ، وأحمد بن إسحاق الحضرمي ، وأبي نعيم ، وعفان ، والقعنبي ، وأبي الوليد الطيالسي ، وعبد الله بن صالح الكاتب الليثي ، وعبد الله بن رجاء الغداني ، وحرمي بن حفص ، ومسدد بن مسرهد ، وموسى بن إسماعيل ، وعمرو بن عون ، وقالون عيسى ، وعبد الحميد بن موسى المصيصي ، ومسلم بن إبراهيم ، وأحمد بن حنبل ، وأبي جعفر النفيلي ، وابن أبي شيبة ، وخلق .

                                                                                      حدث عنه : النسائي في " سننه " ، وموسى بن هارون ، ويحيى بن صاعد ، وعلي بن أبي طاهر القزويني ، وعمر بن محمد بن عيسى الجوهري ، وأحمد بن محمد بن شاكر الزنجاني ، وغيرهم .

                                                                                      وله مصنف في علل الحديث .

                                                                                      قال الأثرم : سألت أبا عبد الله عن التعريف في الأمصار ، يجتمعون في المساجد يوم عرفة ، فقال : أرجو أن لا يكون به بأس ، فعله غير واحد : الحسن ، وبكر بن عبد الله ، وثابت ، ومحمد بن واسع ، كانوا يشهدون المسجد يوم عرفة . وسألته عن القراءة بالألحان ، فقال : كل شيء محدث ، فإنه لا يعجبني ، إلا أن يكون صوت الرجل لا يتكلفه . [ ص: 625 ]

                                                                                      قال أبو بكر الخلال : كان الأثرم جليل القدر ، حافظا ، وكان عاصم بن علي لما قدم بغداد ، طلب رجلا يخرج له فوائد يمليها ، فلم يجد في ذلك الوقت غير أبي بكر الأثرم . فكأنه لما رآه لم يقع منه موقعا لحداثة سنه . فقال له أبو بكر : أخرج كتبك ، فجعل يقول له : هذا الحديث خطأ وهذا غلط ، وهذا كذا . قال : فسر عاصم بن علي به ، وأملى قريبا من خمسين مجلسا . وكان يعرف الحديث ويحفظ . فلما صحب أحمد بن حنبل ترك ذلك ، وأقبل على مذهب أحمد .

                                                                                      سمعت أبا بكر المروذي يقول : قال الأثرم : كنت أحفظ -يعني : الفقه والاختلاف- فلما صحبت أحمد بن حنبل تركت ذلك كله . وكان معه تيقظ عجيب ، حتى نسبه يحيى بن معين ، ويحيى بن أيوب المقابري ، فقال : كان أحد أبوي الأثرم جنيا .

                                                                                      ثم قال الخلال : وأخبرني أبو بكر بن صدقة ، سمعت أبا القاسم بن الختلي قال : قام رجل فقال : أريد من يكتب لي من كتاب الصلاة ما ليس في كتب أبي بكر بن أبي شيبة . فقلنا له ليس لك إلا أبو بكر الأثرم . قال : فوجهوا إليه ورقا ، فكتب ست مائة ورقة من كتاب الصلاة . قال : فنظرنا ، فإذا ليس في كتاب ابن أبي شيبة منه شيء . [ ص: 626 ]

                                                                                      قلت : كان عالما بتواليف ابن أبي شيبة ، لازمه مدة .

                                                                                      قال الخلال أبو بكر : وسمعت الحسن بن علي بن عمر الفقيه يقول : قدم شيخان من خراسان الحج ، فحدثا فلما خرجا طلب قوم من أصحاب الحديث أحدهما . قال : فخرجا -يعني : إلى الصحراء- فقعد هذا الشيخ ناحية معه خلق ومستمل ، وقعد الآخر ناحية كذلك ، وقعد أبو بكر الأثرم بينهما ، وكتب ما أملى هذا وما أملى هذا .

                                                                                      قال : وأخبرني عبد الله بن محمد قال : سمعت سعيد بن عتاب يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : كان أحد أبوي الأثرم جنيا .

                                                                                      وأخبرني أبو بكر بن صدقة ، قال إبراهيم الأصبهاني ، يعني : ابن أورمة فيما أحسب ، يقول : أبو بكر الأثرم أحفظ من أبي زرعة الرازي وأتقن .

                                                                                      قلت : لم أظفر بوفاة الأثرم ، ومات بمدينة إسكاف في حدود الستين ومائتين . وقبلها أو بعدها . [ ص: 627 ]

                                                                                      أخبرنا عبد الولي بن عبد الرحمن الخطيب ، وعيسى بن بركة المعلم في جماعة ، قالوا : أخبرنا عبد الله بن عمر ، أخبرنا سعيد بن أحمد بن البناء حضورا ، أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد الزينبي ، أخبرنا أبو بكر بن عمر ، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد ، حدثنا أبو الأشعث ، حدثنا يزيد بن زريع ، حدثنا روح ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله قال : صلى بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة زاد فيها أو نقص . فلما فرغ ، قلنا : يا رسول الله ، أحدث في الصلاة شيء؟ فثنى رجله فسجد سجدتين .

                                                                                      وبه قال ابن صاعد ، وزادنا أبو بكر الأثرم عن محمد بن المنهال ، عن يزيد في هذا الحديث ، قلنا : صليت كذا وكذا ، وذكر الحديث .

                                                                                      فهذا من أعلى ما يقع لنا من حديث الأثرم . ووقع لنا جزء من البيوع من " سننه " .

                                                                                      قرأت على الشيخ وهبان بن علي الجزري المؤذن أخبركم عبد [ ص: 628 ] العزيز بن أحمد بن باقا ، أخبرنا علي بن عساكر المقرئ ، أخبرنا عبد القادر بن محمد اليوسفي ، أخبرنا أبو إسحاق البرمكي ، أخبرنا أبو بكر بن بخيت أخبرنا عمر بن محمد الجوهري ، أخبرنا أبو بكر الطائي الأثرم ، حدثنا سعيد بن عفير ، حدثني ابن لهيعة ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، عن حمزة بن عبد الله بن عمر ، عن ابن عمر ، قال : لا يصلح الكراء بالضمان .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية