تفسير قوله تعالى: (وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى..)

18-10-2001 | إسلام ويب

السؤال:
أريد تفسير آية 3من سورة النساء ؟

الإجابــة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالآية الثالثة من سورة النساء هي قوله تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا) [النساء:3] وقد بين الله في هذه الآية حكم زواج الرجل باليتيمة تكون تحت حجره ، فيعجبه مالها ، وجمالها ، ويخاف أن لا يعطيها مهر مثلها ، فأمره الله أن يعدل عنها إلى غيرها من النساء ، فإنهن كثير ، ولم يضيق الله عليه ، بل أباح له أن يجمع بين اثنتين ، أو ثلاث ، أو أربع ، ما لم يخف الجور ، فإن خاف الجور فلينكح امرأة واحدة ، أو ما شاء مما ملكت يمينه من الإماء ، لأنه لا يجب العدل بينهن ، وهذا معنى قوله تعالى: (ذلك أدنى أن لا تعولوا) وقد روى البخاري عن عروة بن الزبير أنه سأل عائشة رضي الله عنها عن قول الله تعالى: (وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى..) قالت: يا ابن أختي ، هذه اليتيمة تكون في حجر وليها ، تشركه في ماله ، ويعجبه مالها ، وجمالها ، فيريد وليها أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها فيعطيها مثل ما يعطيها غيره ، فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا إليهن ، ويبلغوا لهن أعلى سنتهن في الصداق ، فأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن ، قال عروة: قالت يا عائشة: وإن الناس استفتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية فأنزل الله: (ويستفتونك في النساء) إلى قوله تعالى: (وترغبون أن تنكحوهن) رغبة أحدكم بيتيمته ، حيث تكون قليلة المال والجمال ، قالت: فنهوا أن ينكحوا عن من رغبوا في ماله وجماله في يتامى النساء إلا بالقسط ، من أجل رغبتهم عنهنَّ إذا كن قليلات المال والجمال.
والله أعلم.

www.islamweb.net