الدعاء والصدقة عن تارك الصلاة

5-11-2001 | إسلام ويب

السؤال:
قريبي توفي منذ مدة، وكان -رحمه الله- مدمن خمر، ولم يكن يصلي، فهل يجوز لي أن أصلي عنه، وأدعو له، وأتصدق له؟ مع العلم أن تارك الصلاة لا يدخل الجنة، وقد قال الله في كتابه العزيز: "مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ".

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمن مات وهو لا يصلي، إما أن يكون تركه للصلاة جحودًا وإنكارًا لوجوبها، وإما أن ‏يكون تهاونًا وتكاسلًا، مع اعتقاده وإقراره بفرضيتها.

وقد اتفق الفقهاء على كفر تارك الصلاة جحودًا لها، وأنه مرتد.

واختلفوا فيمن أقرَّ بوجوبها، ثم تركها تكاسلًا، فذهب الإمام أبو حنيفة -رحمه الله- إلى أنه لا ‏يكفر، وأنه يحبس؛ حتى يصلي.

وذهب الإمامان مالك، والشافعي -رحمهما الله- إلى أنه لا يكفر، ولكن يقتل حدًّا ‏ما لم يصلّ.

والمشهور من مذهب الإمام أحمد -رحمه الله- أنه يكفر، ويقتل ردة.

ومع ذلك؛ فلا نعلم ‏أحدًا من العلماء قال بقضاء الصلاة عن تارك الصلاة؛ لأن الأصل أن لا يصلي أحد عن ‏أحد، قال الإمام القرطبي في تفسير قوله تعالى: وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى {النجم:39}: وأجمعوا أنه لا يصلي أحد عن أحد.

لكن من قال بعدم تكفيره، جوّز الدعاء له، والصدقة عنه…إلخ.

أما القائلون بتكفيره، فلم يجوّزوا الدعاء له، والصدقة عنه؛ لقوله تعالى: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ [التوبة:113]، وللأحاديث المثبتة كفر تارك الصلاة.

والله أعلم.‏

www.islamweb.net