الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان المكان الذي تستحم فيه مشتملاً على محل قضاء الحاجة (البول والغائط)، فإن من تعظيم حرمات الله تعالى وشعائره تجنب الذكر فيه، فقد قال الله تعالى: ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ {الحج:32}، وقال العلامة خليل المالكي في المختصر: وبكنيف نحى ذكر الله..
ولذلك لا ينبغي لك تعمد حمد الله تعالى وشكره باللسان، ولكن لا حرج فيه إن كان بالقلب فقط أو كان بطريق الخطأ والنسيان، فقد قال الله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {الأحزاب:5}، وقال تعالى: رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا {البقرة:86}، وقد استجاب الله تعالى لنا كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم وغيره.. وسبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 28312 فنرجو أن تطلع عليها للمزيد من الفائدة.
أما إذا كان المكان لمجرد الاستحمام فقط وليس لقضاء الحاجة، فلا حرج في ذكر الله تعالى فيه إن شاء الله تعالى، وسبق بيان ذلك بتفصيل أكثر في الفتوى رقم: 93454.
والله أعلم.