الصلاة وسط الضجيج هل تنافي احترام القرآن

6-3-2010 | إسلام ويب

السؤال:
ما حكم الصلاة في المساحة الخارجية للمسجد مع وجود ضجيج السيارات؟ فقد قرأت فتوى في موقع الإسلام: سؤال وجواب ـ جاء فيها: قال النووي ـ رحمه اللَّـه ـ في التبيان في آداب حملة القرآن ص: 92ـ ومما يعتنى به ويتأكد الأمر به: احترام القرآن ـ من أمور قد يتساهل فيها بعض الغافلين القارئين مجتمعين.فمن ذلك: اجتناب الضحك واللغط والحديث خلال القراءة، إلا كلاما يضطر إليه.وكنت قد بحثت عن معنى كلمة ـ اللغلط ـ فوجدت أنها: صوت وضجة لا يفهم معناه، وذات يوم صليت العشاء منفردا في المساحة الخارجية للمسجد، لأن المسجد كان مقفلا، وأثناء الصلاة تذكرت قول النووي، وفكرت في قطع الصلاة وأدائها في البيت بعيدا عن ضجيج الشارع، ولكنني استمريت في أدائها، فهل استمراري في أداء الصلاة وصوت ضجيج المركبات من حولي ينافي احترامي للقرآن؟.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا حرج عليك في الصلاة في المكان المذكور، وليس فيها ما ينافي احترام القرآن، فأنت لم تتحر الصلاة في أماكن الضجيج، وإنما وصل إليك الضجيج وأنت في ساحة المسجد، والذي ينافي احترام القرآن: أن يجهر بقراءته في أماكن انشغال الناس وضجيجهم، بحيث لا يستمعون إليه، فحينئذ يكون في هذا امتهان له، جاء في مطالب أولي النهي لشرح المنتهى: قال في الفنون: قال حنبل: كثير من الأقوال والأفعال يخرج مخرج الطاعة عند العامة وهي مأثم عند العلماء ـ مثل القراءة في الأسواق ـ يصيح فيها أهل السوق بالنداء والبيع، ولا أهل السوق يمكنهم الاستماع، وذلك لما فيه من الامتهان.

وقال في شرح المنتهى: لا يجوز رفع الصوت بالقرآن في الأسواق مع اشتغال أهلها بتجارتهم وعدم استماعهم له، لما فيه من الامتهان.

ومن هذا يتضح أن الصلاة في المكان المذكور لا تدخل في ذلك، لكن إذا كان صوت الضجيج عاليا، بحيث يخل بخشوعك، فحينئذ يستحب لك أن تتحرى لصلاتك مكانا هادئا ليكون ذلك أدعى لحضور قلبك في الصلاة.

والظاهر أن ما ورد عليك من تلك الفكرة إنما هي من الوساوس، فننصحك بالإعراض عنها وعدم الاسترسال معها، وانظر ـ أيضا ـ الفتوى رقم: 132309، وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

www.islamweb.net