قراءة آخر البقرة بعد سورة الناس في الوتر

16-10-2010 | إسلام ويب

السؤال:
ما حكم قراءة آخر سورة البقرة بعد سورة الناس في صلاة الوتر؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان القارئ المذكور قد قرأ بآخر سورة البقرة بعد قراءة سورة الناس في ركعة أو ركعتين من صلاة الوتر فما فعله مخالف للأفضل وصلاته صحيحة، وكان الأجدر به قراءة أول سورة البقرة لا قراءة آخرها.

 قال الإمام النووي في المجموع: قال أصحابنا: والسنة أن يقرأ على ترتيب المصحف متوالياً، فإذا قرأ في الركعة الأولى سورة قرأ في الثانية التي بعدها متصلة بها، قال المتولي حتى لو قرأ في الأولى (قل أعوذ برب الناس) يقرأ في الثانية من أول البقرة، ولو قرأ سورة ثم قرأ في الثانية التي قبلها، فقد خالف الأولى ولا شيء عليه. والله أعلم. انتهى.

وبخصوص ما يستحب أن يقرأ به في صلاة الوتر بعد الفاتحة فإنه محل خلاف بين أهل العلم جاء في بيانه في الموسوعة الفقهية ما يلي: اتفق الفقهاء على أن يقرأ في كل ركعة من الوتر الفاتحة وسورة، والسورة عند الجمهور سنة، لا يعود لها إن ركع وتركها. ثم ذهب الحنفية إلى أنه لم يوقت في القراءة في الوتر شيء غير الفاتحة، فما قرأ فيه فهو حسن، وما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قرأ به في الأولى بسورة (سبح اسم ربك الأعلى) وفي الثانية (ب الكافرون) وفي الثالثة (بالإخلاص) فيقرأ به أحياناً ويقرأ بغيره أحياناً للتحرز عن هجران باقي القرآن، وذهب الحنابلة إلى أنه يندب القراءة بعد الفاتحة بالسور الثلاث المذكورة، لما ورد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ ذلك.

وذهب المالكية والشافعية -كذلك- إلى أنه يندب في الشفع (سبح، والكافرون)، أما في الثالثة فيندب أن يقرأ (بسورة الإخلاص والمعوذتين)، لحديث عائشة رضي الله عنها في ذلك.. لكن قال المالكية: يندب ذلك إلا لمن له حزب، أي قدر من القرآن يقرؤه ليلاً، فيقرأ من حزبه في الشفع والوتر. انتهى.

فعلمت مما ذكر أن القراءة على النحو المسؤول عنه خلاف الأفضل لمخالفتها ترتيب المصحف إضافة إلى مجانبتها ما ذهب الجمهور إلى سنيته من القراءة في الوتر.

والله أعلم.

www.islamweb.net