حد الضرورة الذي يبيح التعامل بالربا

17-7-2011 | إسلام ويب

السؤال:
أفيد فضيلتكم بأنني مسلم أعيش في كندا، متزوج ولدي خمسة أطفال، أكملت تعليمي الجامعي في كندا، بحثت عن عمل في عدة دول إسلامية فلم أجده؟ وكذلك بحثت عن عمل في عدة مناطق في كندا ولم أجده؟ ولي عدة سنوات أعيش على المعونة الحكومية التي تقدم للعاطلين عن العمل، علما بأن هذه المعونة لا تغطي نسبة 40% من مصاريفي الشهرية، وهناك منحة حكومية للأطفال ذوي الدخل المحدود أستفيد منها حاليا أيضا تساعدني على تغطية باقي مصاريفي أنا وعائلتي، علما بأن هذه المنحة تقدم لسن معين للطفل ـ دون 18 سنة ـ وأكبر أطفالي قريب من عشر سنين أي يمكن لهذه المنحة ـ منحة الأطفال ـ أن تستمر 8 سنوات أخرى بقدر يحدد سنويا حسب ميزانية الحكومة وحسب دخل الأسرة، توجد حاليا مؤسسة معروضة للبيع في مدينه تبعد 100 كيلو عن مسكني في كندا، ومجالها في نفس مجالي الدراسي، أرغب في شرائها للعمل بها، حاولت شراءها بالتقسيط من مالكها فرفض، وحاولت إيجاد شريك أو قرض حسن فلم أجد، دلني البائع على بنك يمكن أن يمولني بقيمية المؤسسة بشرط أن يأخذ هذا البنك فائدة ربوية، أفيدوني أفادكم الله عن وضعي، وهل يمكن أن أعتبر نفسي مضطرا في هذه الحالة أم لا؟.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:

فحد الضرورة الذي يبيح ارتكاب الربا والإقدام عليه هو أن تطرأ على الإنسان حالة من الخطر أو المشقة الشديدة بحيث يخاف حدوث ضرر، أو أذى بالنفس أو بالعضو ـ أي عضو من أعضاء النفس ـ أو بالعرض، أو بالعقل، أو بالمال وتوابعها ويتعين، أو يباح عندئذ ارتكاب الحرام، أو ترك الواجب، أو تأخيره عن وقته دفعاً للضرر عنه في غالب ظنه ضمن قيود الشرع. انتهى من نظرية الضرورة الشرعية.
والذي نراه من خلال ما ذكرته هو أنه لا ضرورة بك إلى معاملة البنك المذكور أو غيره معاملة ربوية فلا يجوز لك الإقدام على الاقتراض منه، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، وشؤم المعصية كبير، وعاقبة الربا وخيمة، وكم من إنسان كان في سعادة بما رزقه الله ولو قليلا حتى تقحم الربا طمعا في الدنيا ومكاثرة المال، فمحقت بركة ماله وأتته الهموم والغموم وضيق العيش ونكد الحياة، حتى صار يتمنى ويقول ياليتني لم أقدم على الربا، فاتق الله تعالى في نفسك وأهلك، واسع في عمل مباح يأتيك منه رزق حلال، ولن يضعيك ربك فقد رزق يوسف في الجب، ويونس في بطن الحوت، ومحمدا صلى الله عليه وسلم في الغار ومريم بنة عمران في المحراب.

والله أعلم.

www.islamweb.net