من عاهد الله تعالى على شيء فهي يمين تُكَفَّر بالحنث فيها

1-12-2011 | إسلام ويب

السؤال:
لو سمحت أريد أجوبة على أسئلتي: الأول ياشيخ أنا منذ زمن أصبت بوسواس الموت وفي لحظة خوف قلت وعدا أوعهدا لا أذكر بالضبط أنني لا أشاهد المسلسلات، وبعد فترة شاهدتها، فماذا علي؟ وإذا كان كفارة ثم شاهدتها بعد الكفارة، فهل علي كفارة أخرى؟ وهل تعتبر الأفلام المضحكة والتي ليس فيها شيء منها؟ وأيضا الكرتونية لأني لقطع رغبتي في مشاهدة المسلسلات أشاهد الأفلام الكرتونية.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فننصح السائلة بأن تبعد شبح الخوف من الموت وهواجسه عنها، وتعرض عن الوسواس بالكلية وتعمر وقتها وطاقتها بما يفيد من تعلم أو عمل أو خدمة أو تسلية مشروعة، وأن تبتعد عن الجلوس وحدها والاسترسال في التفكير في هذا الأمر، ثم إن الواجب هو البعد عن المعصية مطلقا، ومن عاهد الله على ترك محرم فعليه بالوفاء به من باب البعد عن المعاصي والوفاء بالعهد، فقد حث الله عز وجل على الوفاء بالعهد في آيات كثيرة من محكم كتابه، فقال الله تعالى: وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً {الإسراء:34}.

وقال تعالى: الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ {البقرة:27}.

وقد نص جمع من أهل العلم على أن من عاهد الله على شيء فهي يمين تلزم منها عند عدم الوفاء كفارة اليمين، جاء في المدونة الكبرى:وإذا قال: علي عهد الله، فهي يمين.

وبناء عليه، فكفري كفارة يمين في حال الحنث في ذلك، وراجعي الفتوى رقم: 29746.

وكفارة اليمين هي ما ذكره الله تعالى بقوله: ..فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون { المائدة:79}.

وهذه الثلاثة: الإطعام، والكسوة، والعتق، واجبة على التخيير، فمن لم يستطع فليصم ثلاثة أيام.

وإذا كفرت عن الحنث بالعهد فإن اليمين تنحل بمجرد حصول الحنث والكفارة، ولا تلزم الكفارة بعد ذلك، وأما رؤيتك الأفلام المضحكة التي لا يوجد بها شيء محرم فلا يلزم منه شيء، لأن ظاهر كلامك يدل على أنك عزمت على ترك رؤية المحرمات.

وراجعي في مشاهدة أفلام الكرتون الفتويين رقم: 110537، ورقم: 3127.

والله أعلم.

 

 

 

www.islamweb.net