خبر برلمان مكة للفتك بحامل لواء الدعوة الإسلامية

1-10-2012 | إسلام ويب

السؤال:
بارك الله فيكم وفي علمكم: أريد القصة الكاملة لجمع زعماء قريش لأشد الحاسدين ليصيبوا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وما نزل من الآيات بشأن ذلك، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن هذا السؤال غير واضح، ولعل السائل الكريم يقصد قصة اجتماع زعماء قريش في دار الندوة ومؤامرتهم على النبي صلى الله عليه وسلم لقتله.. فقد قال الله تعالى عن هذا الاجتماع: وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ {الأنفال:30}.

وقد وردت هذه القصة مفصلة في كتب السير والأخبار.. ونلخصها فيما يلي: جاء في كتاب الرحيق المختوم: وفي يوم الخميس 26 من شهر صفر سنة 14 من النبوة، الموافق 12 من شهر سبتمبر سنة 622م ـ أي بعد شهرين ونصف تقريبًا من بيعة العقبة الكبرى ـ عقد برلمان مكة ـ دار الندوة ـ في أوائل النهار أخطر اجتماع له في تاريخه، وتوافد إلى هذا الاجتماع جميع نواب القبائل القرشية، ليتدارسوا خطة حاسمة تكفل القضاء سريعًا على حامل لواء الدعوة الإسلامية، وتقطع تيار نورها عن الوجود نهائيًا، وكانت الوجوه البارزة في هذا الاجتماع الخطير من نواب قبائل قريش:

1ـ أبو جهل بن هشام، عن قبيلة بني مخزوم.

2ـ 3ـ 4ـ جبير بن مُطْعِم، وطُعَيْمَة بن عدي، والحارث بن عامر، عن بني نَوْفَل بن عبد مناف.

5ـ 6ـ 7ـ شيبة وعتبة ابنا ربيعة وأبو سفيان بن حرب، عن بني عبد شمس بن عبد مناف.

8ـ النَّضْر بن الحارث، عن بني عبد الدار.

9ـ 10ـ 11ـ أبو البَخْتَرِي بن هشام، وزَمْعَة بن الأسود، وحَكِيم بن حِزَام، عن بني أسد بن عبد العزى.

12ـ 13ـ نُبَيْه ومُنَبِّه ابنا الحجاج، عن بني سهم.

14ـ أمية بن خَلَف، عن بني جُمَح.

ولما جاءوا إلى دار الندوة حسب الميعاد، اعترضهم إبليس في هيئة شيخ جليل، عليه بَتٌّ له، ووقف على الباب، فقالوا: من الشيخ؟ قال: شيخ من أهل نجد سمع بالذي اتعدتم له فحضر معكم ليسمع ما تقولون، وعسى ألا يعدمكم منه رأيًا ونصحًا قالوا: أجل، فادخل، فدخل معهم، وقال ابن القيم: فاجتمعوا في دار الندوة ولم يتخلف أحد من أهل الرأي والحجا منهم ليتشاوروا في أمره.. وحضره إبليس في صورة رجل شيخ من أهل نجد، وقد ذكر القرآن الكريم مضمون الآراء التي طرحت في ذلك الاجتماع، فقال تعالى: وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ـ وقد اتفقوا بعد المداولات على اقتراح أبي جهل الذي يقول: أرى أن نأخذ من كل قبيلة من قريش غلاماً نهداً جلداً ثم نعطيه سيفاً صارماً، فيضربونه ضربة رجل واحد، فيتفرق دمه في القبائل، فلا تدري عبد مناف بعد ذلك كيف تصنع، ولا يمكنها معاداة القبائل كلها، ونسوق إليهم ديته، فقال الشيخ النجدي: لله در الفتى، هذا والله الرأي، فتفرقوا على ذلك، فأخبر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك كله، وأمره ألا يبيت في فراشه تلك الليلة، وأن يهاجر إلى المدينة المنورة، فكان أمر الهجرة..

والله أعلم.

www.islamweb.net