المقصود بقوله تعالى: من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له

4-11-2012 | إسلام ويب

السؤال:
ما هو الرد على شبهة أن الله يحرم الربا على عباده ويبيحه لنفسه وفقا لقوله تعالى "من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة"؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فهذه ليست شبهة والمقصود بالقرض الحسن في حقه سبحانه هو أعمال الخير التي يقدمها المرء لنفسه ابتغاء ثواب الله من صدقة ونفقة وغيرها. فالأضعاف التي وعد الله سبحانه بها من يحسن إلى عباده ببذل المعروف إليهم إنما فضل منه وجود، وإلا فهو غني سبحانه ولا يزيد في ملكه نفع نافع وتقرب عابد، ولا ينقص من ملكه ضر ضار وتقصير مخطئ وذنب مسيئ. وتدبر ذلك في هذا الحديث القدسي الذي رواه مسلم : عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال:.... يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه...)
 

وهذا مثال يقرب المسألة  فلو قال الأب لأبنائه : يا أبنائي؛ لا تتعاملوا بالربا فهو حرام، ومن أحسن منكم إلى محتاج فأعده بأضعاف مضاعفة على إحسانه على الضعفاء والمحتاجين. فهل يمكن القول إن الأب هنا حرم الربا على أولاده وأباحه لنفسه . كلا ولله المثل الأعلى .

والله أعلم.

www.islamweb.net