طرائق دعوة أهل الكتاب للإسلام ومحاورتهم

16-1-2013 | إسلام ويب

السؤال:
ينشر أحد الاعضاء الملتزمين بمنتدى إسلامي دعوي، مواضيع باسلوب السخرية من الأديان الأخرى ومثلا هذا عنوان هذا الموضوع له:
[ طراائف ^_^ من الإنجيل المحرف ]
أليس هذا أسلوبا يُنفّر النصارى من انتقاص معتقداتهم بأسلوب السخرية ؟؟
نرجو من فضليتكم الجزم لنا هل يصح ما ينشره كدعوة ؟؟ وهل من واجبنا إبقاء مثل هذه المواضيع وأساليبها الدعوية أم لا حيث أخذ العضو بعض فقرات من كتاب النصارى، ويسخر بعدها كما سترون.فهل هذا يجوز ويؤجر كدعوة ؟؟
نرجو منكم كأهل علم كلمة لهذا العضو بما ينشره إن كان لا يصح.
إليكم الموضوع بعنوان: [ طراائف ^_^ من الإنجيل المحرف ,,]
السلام عليكم ,,,
بعد بحث مطول وتمحيص عميق في إنجيل النصارى، رأيت أنه يدعو إلى زنا المحارم، وإلى الاغتصاب، ويشجع على الزنا, لكن ليس هذا فقط بل تبين أنه كتاب طرائف، وقصص وحكايات هزلية.
فأدعوكم إلى الاستمتاع مع هذه السلسة المسلية، ولا نطيل عليكم ,, وتابعوا معي ,,, قصص شمشون، وقصص شمجر وغيرها،علماً أنهم ليسوا من الصالحين أو الأنبياء، لكن الرب أعطاهم معجزات فاستغلوها للزنا، والتخريب، والقتل. فلماذا يؤيد الله شخصا بمعجزات إذا لم يستغلها للدعوة إلى التوحيد ودعوة الناس إلى دين الله ؟؟؟؟؟ !!
في سفر القضاة، الإصحاح 16 ,,,15 وجَدَ شَمشونُ فَكَ حمارٍطَريئًا، فتَناوَلَهُ وقَتَلَ بهِ ألفَ رَجُلٍ، 16وقالَ: «بِفَكٌ حمارٍ كدَّستُ أكوامًا وأكوامًا. بِفَكٌ حمارٍ قتَلتُ ألفَ رَجلٍ».
ألف رجل قتلهم شمشون بفك حمار !!
علق الشيخ أحمد ديدات على هذه القصة قائلا: لو أن كل رجلٍ من هؤلاء الألف بصق عليه لغرق.
في سفر القضاة، الإصحاح 15 ,, 4وذهَبَ واَصطادَ ثَلاثَمِائَةِ ثَعلبٍ، وربَطَها ذَنَبًا إلى ذَنَبٍ، وأخَذَ مَشاعِلَ ووضَعَ بـينَ كُلٌ ذَنَبـينِ مِشعَلاً. 5وأوقَدَ المَشاعِلَ وأرسلَها في زَرعِ الفِلسطيِّينَ، فأحرَقتِ الأكداسَ والزَّرعَ حتـى الزَّيتونَ.
ولكم أن تتصوروا كيف لرجل أن يصطاد ثلاثمائة ثعلب قبل آلاف السنين !!
ولكم أن تتصورا ما يحدث اذا ربطنا ذنبي ثعلبين, لكن هذه الثعالب كانت شطورة ^_^
في سفر القضاة الإصحاح 3 ,, قصة شمجر ,,
31وبَعدَ إهودَ قامَ شَمجَرُ بنُ عَناتَ، فقتَلَ مِنَ الفلِسطيِّنينَ ستَ مئةِ رَجُلٍ بِمِنساسِ البقَرِ.
ومنساس البقر هو العصا التي يضرب بها البقر والبعير حتى تمشي.
فاستطاع شمجر أن يقتل به ستمائة من الرجال !!!!!!!!
في سفر القضاة الاصحاح 14 ,
فحادَ لِـيَرى جثَّةَ الأسدِ، فإذا في جَوفِ الأسدِ عسَلٌ وسِربٌ مِنَ النَّحلِ. 9فأخَذَ مِنهُ على كَفَّيهِ ومَضى وهوَ يأكُلُهُ.
إذا أردت عسلاً فابحث عنه عند الأسود !!!
في سفر اشعيا الاصحاح 7 ,, ركزوا جيدااا ,,
20في ذلِكَ اليومِ يحلِقُ السَّيِّدُ الرّبُّ بِمُوسى مُستأجرةٍ في عَبرِ النَّهرِ، أي بمَلِكِ أشُّورَ، رأسَكَ وشَعرَ رِجلَيكَ، ويَقُصُّ لِحيَتَكَ أيضًا.
تخيلواااااااااااااا إلهَ النصارى يحلق بموس مستأجر، شعر رأسه وشعر رجليه.
سفر صموئيل الثاني ,, الاصحاح 22
9تصاعدَ دُخانٌ مِنْ أنفِهِ، ومِنْ فمِهِ نارٌ آكِلَةٌ وجمرٌ مُتَّقِدٌ. 10أحنى السَّماواتِ ومِنها نزَلَ وتحتَ قدَميهِ الضَّبابُ الكثيفُ. 11ركِبَ على كَروبٍ وطارَ، وعلى أجنحةِ الرِّيحِ حلَّقَ.
إله النصارى يُخرج دخااااانا من أنفه، ويطير على كروب بمعنى الملاك على هيئة فتاة جميلة.
تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا ,,
في سفر التكوين الاصحاح 18 ,, يروي الإنجيل المحرف قصة إبراهيم حين قدم إليه الرب مع الملائكة فاقرؤوا ماذا حدث:
«إنْ كنتَ راضِيًا عليَ يا سيّدي، فلا تَمُرَ مُرورًا بِعَبدِكَ. 4دَعني أُقدِّمُ لكُم قليلاً مِنَ الماءِ، فتَغسِلونَ أرجلَكُم وتَستريحونَ تحتَ الشَّجرَةِ. 5وأقدِّمُ لكُم كِسرةَ خبزٍ، فتَسنِدونَ بها قُلوبَكُم ثُمَ تَستَأنِفونَ سَفَرَكُم. وإلاَ لماذا مرَرْتُم بِعَبدِكُم؟» فقالوا لهُ: «افعَلْ كما قُلتَ».
إله النصارى جائع ويريد كسرة خبز ليسند قلبه ونكمل القصة, وبعدها: بشر الإله الأب ابراهيم وسارة بولد ,,,
في مِثلِ هذا الوقتِ مِنَ السَّنةِ المُقبِلَةِ أعودُ إليكَ ويكونُ لِسارةَ اَبنٌ». 15فأنكَرَت سارَةُ وقالت: «ما ضَحِكْتُ»، لأنَّها خافَت. فقالَ: «لا، بل ضَحِكْتِ».
ما هذا الهراااااء ,, تخيلوا الأب إلههم يجادل سارة إذا ضحكت أم لم تضحك.
هل انتهت شؤون الكون ؟؟؟؟؟؟ !!
ونختم بهذه القصة:
20وقالَ الرّبُّ لإبراهيمَ: «كَثُرَتِ الشَّكوى على أهلِ سدومَ وعَمورةَ، وعَظُمَت خطيئَتُهُم جدُا 21أنزِلُ وأرى هل فعَلوا ما يستوجبُ الشَّكوَى التي بلَغَت إليَّ؟ أُريدُ أن أعلَمَ».
الإله الأب الذي يعبده النصارى سمع بعض الشكاوي أن أهل سدوم يفعلون الفواحش.
ربما سمع بعض الإشاعات، فنزل ليتأكد بنفسه !

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أرشدنا القرآن المجيد إلى الطريقة المثلى في دعوة أهل الكتاب، والتي ينبغي التفريق فيها بين المنصف والمعاند، بين المسالم والظالم، ومن ذلك قوله تعالى: وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ [العنكبوت: 46].

قال الطبري: إلا بالجميل من القول، وهو الدعاء إلى الله بآياته، والتنبيه على حُججه. اهـ.
وقال السعدي: ينهى تعالى عن مجادلة أهل الكتاب، إذا كانت من غير بصيرة من المجادل، أو بغير قاعدة مرضية، وأن لا يجادلوا إلا بالتي هي أحسن، بحسن خلق ولطف ولين كلام، ودعوة إلى الحق وتحسينه، ورد عن الباطل وتهجينه، بأقرب طريق موصل لذلك، وأن لا يكون القصد منها مجرد المجادلة والمغالبة وحب العلو، بل يكون القصد بيان الحق وهداية الخلق، إلا من ظلم من أهل الكتاب، بأن ظهر من قصده وحاله، أنه لا إرادة له في الحق، وإنما يجادل على وجه المشاغبة والمغالبة، فهذا لا فائدة في جداله، لأن المقصود منها ضائع. اهـ.
وذكر ابن كثير عند تفسير هذه الآية قوله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {النحل:125}. وقال تعالى لموسى وهارون حين بعثهما إلى فرعون: فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى {طه:44}.

وينبغي أن تفتتح دعوة أهل الكتاب بالتحاور في أصل الدين من توحيد الله تعالى، والإيمان بكتابه وبخاتم رسله صلى الله عليه وسلم، كما قال عز وجل: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ [آل عمران: 64]. ولما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذا إلى اليمن قال: إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى، فإذا عرفوا ذلك، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم، فإذا صلوا فأخبرهم أن الله افترض عليهم زكاة في أموالهم تؤخذ من غنيهم فترد على فقيرهم، فإذا أقروا بذلك فخذ منهم وتوق كرائم أموال الناس. متفق عليه.
ولا يخفى أن المشاركة في المنتديات العامة يكون الأصل فيها: المجادلة بالحسنى، فإذا ظهر من أحدهم تنقص لديننا، أو تهكم بكتابنا، أو سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم، ومحاولة نسبة شيء من التناقض أو النقص إليها ظلما وزورا، فلا مانع من أن يؤتى له من كتابه المقدس عنده ما يهديه للحقيقة ويبصره بالصواب، وليكن ذلك أيضا بحكمة وأدب. فإن العاقل يكتفي بمجرد عرض مثل هذه النصوص المحرفة ولا يحتاج إلى تعليق ساخر عليها، وإنما يحتاج إلى التنبيه على أن هذا الكلام لا يليق أن ينسب لله تعالى !! ويراجع في بيان الأسس التي تبنى عليها دعوة النصارى إلى الإسلام الفتوى رقم: 100164.

ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 141821، 114663، 131280، 21363.
 

والله أعلم.

www.islamweb.net