لا يمكن تصور مسلم لا يحب الله ورسوله ودينه

12-5-2013 | إسلام ويب

السؤال:
هل حب الإسلام نتيجة لتنفيذ أوامر الله واجتناب نواهيه؟ أم أن تنفيذ أوامر الله واجتناب نواهيه نتيجة لحب دين الله ـ الإسلام؟ وهل حب الإسلام والعمل على نشره موجود في قلب كل مسلم وإن كان بعيدا عن الله؟ وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فمحبة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ومحبة دينه لا يخلو منها قلب مسلم صحيح الإسلام وإن كان من أصحاب المعاصي، فلا يتصور مسلم لا يحب الله ورسوله ودينه، يقول الدكتور سفر الحوالي: ومن هنا كانت المحبة أصل أعمال القلوب، وشرطاً من شروط لاإله إلا الله، فإن الإسلام هو الاستسلام بالذل والحب والطاعة لله، فمن لا محبة له لا إسلام له البتة، بل هي حقيقة شهادة أن لا اله إلا الله، فإن الإله هو الذي يألهه العباد حبا وذلا وخوفا ورجاء وتعظيما وطاعة له، بمعنى: مألوه ـ وهو الذي تألهه القلوب، أي تحبه وتذل له، وأصل: التأله ـ التعبد، والتعبد آخر مراتب الحب، يقال: عبده الحب وتيمه إذا ملكه وذلله لمحبوبه. انتهى.

ومحبة الله تعالى ودينه والعمل بطاعته امتثالا لأمره واجتنابا لنهيه يتناسبان طردا، فكلما زاد أحدهما زاد الآخر والعكس بالعكس، وذلك أن الإيمان ـ كما هو معلوم ـ يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، فكلما زادت محبة الله في القلب أثمر ذلك زيادة في أعمال الجوارح، وكلما اجتهد العبد في طاعة الله تعالى بجوارحه أثر ذلك زيادة للإيمان في قلبه، قال شيخ الإسلام: أعمال الجوارح تؤثر في القلب، كما أن أعمال القلب تؤثر في الجوارح.

وقال ابن القيم: ومن تأمل الشريعة في مصادرها ومواردها علم ارتباط أعمال الجوارح بأعمال القلوب. انتهى.

ولا ينفي هذا أن صلاح القلب هو أصل صلاح سائر البدن، واستقامته هي أصل استقامة العبد، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب.

قال ابن القيم: أعمال القلب أصل لعمل الجوارح، وأعمال الجوارح تبع. انتهى.

والحاصل أن كلا من عمل القلب والجوارح يؤثر في الآخر زيادة ونقصا، وإن كان عمل القلب هو الأصل.

والله أعلم.

www.islamweb.net