حكم الإخبار عن الله تعالى بـ (الإحساس)

6-6-2013 | إسلام ويب

السؤال:
أريد أن أستفسر عن لفظ: يحس ـ مع لفظ الجلالة هل يصح أم لا؟ بمعنى: هل يجوز أن أقول: ربنا حاسس بي ـ أم لا؟.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالإحساس في اللغة يراد به العلم بالشيء، ومعناه في الأصل الرؤية، جاء في لسان العرب: وأَحَسَّ به وأَحَسَّه: شعر به... والإِحْساسُ العلم بالحواسِّ، وهي مَشاعِرُ الإِنسان كالعين والأُذن والأَنف واللسان واليد.

وقال شيخ الإسلام في الفتاوى: لفظ: الإحساس ـ في عرف الاستعمال عام فيما يحس بالحواس الخمس، بل وبالباطن، وأما في اللغة: فأصله: الرؤية، كما قال: هل تحس منهم من أحد. اهـ.

وقال في بيان تلبيس الجهمية: الإحساس هو موجب العلم الصحيح وأصله الإبصار، كما قال تعالى: وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا ـ وقال يعقوب: يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ـ وقال تعالى: فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله ـ وقال النبي صلى الله عليه وسلم: كما تنتج البهيمة بهمية جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء. اهـ.

وقال الحافظ في الفتح: هل تحسون فيها من جدعاء ـ وهو من الإحساس والمراد به العلم بالشيء، يريد أنها تولد لا جدع فيها، وإنما يجدعها أهلها بعد ذلك. اهـ.

وإذا كان الأمر كذلك ـ أي أن الإحساس المراد به العلم بالشيء أو رؤيته ـ فلا حرج في الإخبار به عن الله، فقد نص أهل العلم على أن الإخبار عن الله سبحانه وتعالى أوسع من باب تسميته ووصفه، فالإخبار عنه تعالى يصح بكل ما يصح نسبته إليه عز وجل، ولا يجب أن يكون توقيفيا، قال ابن القيم في بدائع الفوائد: ما يطلق عليه تعالى في باب الأسماء والصفات توقيفي، وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفا، كالقديم، والشيء، والموجود، والقائم بنفسه، فهذا فصل الخطاب في مسألة أسمائه هل هي توقيفية أو يجوز أن يطلق عليه منها بعض ما لم يرد به السمع؟.

والله أعلم.

www.islamweb.net