مذاهب العلماء في مصافحة المرأة للرجل الأجنبي عنها

17-9-2013 | إسلام ويب

السؤال:
أشكركم على هذا الموقع الجميل - جعله الله في ميزان حسناتكم - أما بعد:
فيما يتعلق بموضوع المصافحة بين الرجل والمرأة: فلقد وجدت آراء وفتاوى مختلفة فمنهم من يقول:" إن المصافحة تكون حسب نية الشخص، فإذا كانت نية الشخص سليمة فلا حرج في ذلك" ومنهم من يحرمها تماما.
فأرجو منكم إيضاح هذه النقطة لي، وإذا كانت محرمة فكيف أتصرف إذا مد شاب يده لمصافحتي حتى لا يقع حرج؟
أذكر أن فتاة من جامعتي امتنعت عن مصافحة شاب، ولاحظت استغراب ونفور من حولها، ووصفوا ذلك بالتشدد والتطرف.
فهلا زودتموني بنصائح تساعدني على اتباع منهج الله، وتحبيب ودعوة الغير إلى ديننا الإسلامي الحنيف في آن واحد.
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فأما مصافحة المرأة للرجل الأجنبي عنها، فمحرمة كما نص على ذلك عامة أهل العلم، ولا يلتفت إلى القول بخلاف هذا؛ وانظري دليل ذلك في الفتوى رقم: 1025، وزيادة للبيان ننقل لك كلام بعض فقهاء المذاهب الأربعة المتبوعة في المسألة.

قال في الدر المختار وهو من فقهاء الحنفية: فلا يحل مس وجهها، وكفها وإن أمن الشهوة. انتهى.

وقال أبو بكر ابن العربي وهو من فقهاء المالكية: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصافح الرجال في البيعة تأكيداً لشدة العقدة بالقول، والفعل. فسأل النساء ذلك، فقال لهن: قولي لامرأة واحدة كقولي لمائة امرأة، ولم يصافحهن؛ لما أوعز إلينا في الشريعة من تحريم المباشرة لهن إلا من يحل له ذلك منهن. انتهى.

وقال الحافظ العراقي من أعلام الشافعية: وفي حديث عائشة أنه عليه الصلاة والسلام لم تمس يده قط يد امرأة غير زوجاته، وما ملكت يمينه لا في مبايعة ولا في غيرها، وإذا لم يفعل هو ذلك مع عصمته وانتفاء الريبة في حقه، فغيره أولى بذلك، والظاهر أنه كان يمتنع من ذلك لتحريمه عليه ... انتهى.

وفي منار السبيل من كتب الحنابلة: ويحرم النظر لشهوة، أو مع خوف ثورانها إلى أحد ممن ذكرنا. ولمس كنظر وأولى؛ لأنه أبلغ منه، فيحرم المس حيث يحرم النظر. انتهى.

فإذا علمت هذا، وعلمت أنه ليس في المسألة خلاف معتبر، فالواجب عليك أن تمتنعي من مصافحة الرجال، فإن مد رجل يده لمصافحتك فقولي: إني لا أصافح الرجال، ولا تستحيي ولا تتحرجي من شرع الله؛ فإن الله تعالى أحق أن يستحيى منه من الناس. وقد أحسنت صاحبتك تلك فيما فعلت، فعليكن أن تتقين الله تعالى وتعظمن حرماته، ولا تتعدين حدوده سبحانه، ومما يعينك على هذا أن تستحضري اطلاع الله عليك ومراقبته لك، وإحاطته بك سبحانه، وأنه ناظر إليك، وأنك موقوفة غدا بين يديه، وأنه سائلك عن القليل والكثير، وأن الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، واعلمي أن إرضاء الناس بإسخاط الله تعالى يعود على صاحبه بالخزي والحسرة في الدنيا والآخرة، وأما إرضاء الله تعالى بإسخاط الناس، فهو الذي يجمع للعبد رضى الرب، ورضى الناس عنه، والله سبحانه وحده هو الذي يزين مدحه ويشين ذمه، فلا تبالي إلا بطاعته، ولا تعبئي إلا بما يقربك منه سبحانه، وفقنا الله وإياك لما فيه مرضاته.

أعلم.

www.islamweb.net