أقوال العلماء فيمن ترك المبيت بمنى وما يلزمه

11-9-2002 | إسلام ويب

السؤال:
أثناء حجي هذا العام وبعد التحلل الأول ذهبت لزيارة أختي بجدة ولم أعد إلى منى إلا قبيل الفجر بساعتين، أي لم يتحقق المبيت الكامل لي أول أيام التشريق بمنى، فما الحكم الفقهي في ذلك؟ وهل علي شيء؟ أفتونا مأجورين.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه لا خلاف بين أهل العلم في مشروعية المبيت بمنى ليالي أيام التشريق، إلا أنهم اختلفوا هل هو واجب أو سنة؟ حيث ذهب أكثرهم إلى أنه واجب، لما رواه مالك بسنده أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لا يبيتن أحد من الحاج ليالي منى من وراء العقبة. وممن قال بهذا عروة وإبراهيم ومجاهد وعطاء ومالك والشافعي وأحمد.

وذهب آخرون إلى أن المبيت بمنى سنة وليس بواجب، وهو مروي عن ابن عباس والحسن وأبي حنيفة.

والصحيح ما ذهب إليه الجمهور من وجوب المبيت.

قال ابن حجر في الفتح عند شرحه لحديث الترخيص للعباس عند البخاري ما نصه: (وفي الحديث دليل على وجوب المبيت بمنى، وأنه من مناسك الحج لأن التعبير بالرخصة يقتضي أن مقابلها عزيمة، وأن الإذن وقع للعلة المذكورة، وإذا لم توجد هي أو ما في معناها لم يحصل الإذن، وبالوجوب قال الجمهور. وفي قول للشافعي ورواية عن أحمد وهو مذهب الحنفية أنه سنة. ووجوب الدم بتركه مبني على هذا الاختلاف، ولا يحصل المبيت إلا بمعظم الليل). اهـ.

والحاصل أن المبيت جل ليلة خارج منى يلزم بسببه دم على ما ذهب إليه المالكية، وذهب الشافعية والحنابلة إلى أن الواجب هومد من طعام، وهذا الذي نفتي به، فإن ترك المبيت مطلقاً لزمه دم. والدم: شاة تذبح في الحرم وتوزع على فقرائه، ومثل ذلك الإطعام ولا يشترط لذلك حضورك، فيمكن أن تنيب من يقوم بذلك عنك.

والله أعلم.

www.islamweb.net