مهمل الصلاة ...ضيق في الدنيا والآخرة

12-9-2002 | إسلام ويب

السؤال:
معرفة نص الحديث الشريف الدال على أن الله لا يبارك لا في الوقت ولا في العمل الذي يسبب الجمع في الصلاة أو تأخيرها إلى ما بعد وقتها ؟

الإجابــة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلم نجد حديثاً يدل على ما ذكرت بلفظه فيما اطلعنا عليه من كتب السنة، لكن دلت عموم نصوص الشريعة على الضيق الذي يكون فيه المهمل لصلاته المفرط في طاعة ربه في الدنيا والآخرة، منها قوله تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى* قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً* قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى [طـه: 124- 125- 126].
ومعلوم أن هدف الصلاة هو ذكر الله تعالى، كما قال عز وجل: وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي [طـه:14].
وقال سبحانه وتعالى: أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد:28].
وقال تعالى: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء [الأنعام:125].
ولا شك أن الرزق لا ينحصر في الماديات كالمال والبنين والعز والسلطان، بل يتعدى ذلك إلى الراحة النفسية، وانشراح الصدر، والإقبال على فعل الخير، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن فعل المعاصي يحرم الرزق، كما روى الإمام أحمد في مسنده عن ثوبان رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. وحسنه الأرناؤوط.
وإهمال الصلاة بتأخيرها حتى يخرج وقتها ذنب كبير لا يقدم عليه إلا من رق دينه، وضعف إيمانه، وبعد عن ربه، إذ المؤمن الصادق الإيمان هو الموصوف بقوله تعالى: ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ [البقرة:2-3].
وقوله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون:2].
والله أعلم.

www.islamweb.net