كره العلماء التغني بالخطبة وتمطيطها

14-9-2002 | إسلام ويب

السؤال:
في بريطانيا بعض خطباء المساجد يرتلون الخطبة كما يرتل القرآن مما يخلط على حديثي العهد بالإسلام أهذا قرآن أم خطبة فما حكم ذلك؟أفيدونا أفادكم الله.

الإجابــة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإذا كان الأمر كما ذكره السائل، فإنه لا ينبغي للخطيب أن يفعل ذلك، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كتابة الحديث، كما رواه مسلم.
قال العلماء: كان ذلك في أول الإسلام، لئلا يختلط الحديث بالقرآن، فلما أصبح الناس يميزون بين القرآن والحديث أذن بكتابته.
فإذا كان حديثو العهد بالإسلام يختلط لديهم القرآن بالخطبة بسبب هذا الترتيل، فإن على الخطيب اجتناب ذلك، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد كره العلماء التغني بالخطبة وتمطيطها.
قال الشافعي -رحمه الله-: ( وأحب أن يرفع صوته حتى يسمع أقصى من حضره إن قدر على ذلك، وأحب أن يكون كلامه كلاماً مترسلاً مبيناً بغير الإعراب الذي يشبه العي، وغير التمطيط وتقطيع الكلام ومده وما يستنكر منه، ولا العجلة فيه عن الإفهام، ولا ترك الإفصاح بالقصد، وأحب أن يكون كلامه قصداً بليغاً جامعاً. ) انتهى من الأم (1/230).
وقال النووي في المجموع (4/400 الثامنة): (يستحب كون الخطبة فصيحة بليغة مرتبة مبينة من غير تمطيط ولا تقعير، ولا تكون ألفاظاً مبتذلة ملفقة، فإنها لا تقع في النفوس موقعاً كاملاً، ولا تكون وحشية، لأنه لا يحصل مقصودها، بل يختار ألفاظاً جزلة مفهمة). انتهى
وقال الرملي في (نهاية المحتاج 2/326): (ويسن أن تكون الخطبة بليغة أي: فصيحة جزلة، لأنه أوقع في القلوب من المبتذل الركيك لعدم تأثيره في القلوب، مفهومة لا غريبة وحشية إذ لا ينتفع أكثر الناس بها، وقال علي رضي الله عنه: حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله.
ولهذا قال الشافعي رضي الله عنه: يكون كلامه مسترسلاً مبيناً معرباً من غير تغن ولا تمطيطٍ). انتهى
والله أعلم.

www.islamweb.net