الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكاتب هذا المقال ليس ليبراليًا، وإنما أراد انتقاد الليبرالية بأسلوب إلزامي؛ ليظهر مباينتها للإسلام، وينبِّه على شيء من لوازمها ومخالفتها الصريحة للهدي النبوي, فساق كلامه بلسان حال أو مقال الليبراليين، ولذلك عنْوَنَ المقال: بـ (رسالة من ليبرالي متطرف إلى النبي) - صلى الله عليه وسلم - فكأنه يقول: إن فرضنا أن ليبراليًا خاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسيكون كلامه على هذه الشاكلة الإلحادية.
ومن القضايا التي أراد صاحب المقال تناولها:
ـ قضية الحب في الله والبغض في الله، وعلاقة المسلمين بغيرهم، وما يتعلق بها من تهنئة النصارى ومشاركتهم في أعيادهم وكنائسهم.
ـ قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ـ كون الإسلام هو الدين الحق، وأن كل ما عداه باطل، وصاحبه كافر مخلد في النار - نسأل الله العافية -.
وهذه القضايا مما يميز الإسلام عن الليبرالية, بالإضافة إلى الأصل، وهو: تعظيم صاحب الشرع ـ صلى الله عليه وسلم ـ والتسليم لحكمه، وإلا كان اتباعه ودعوى الإيمان به كاذبة.
وعلى أية حال: فالذي نراه أن نقد الليبرالية بهذه الطريقة لا يجوز, فهي توحي للقارئ أن الكاتب يتبنى هذه الأفكار والمعتقدات المضادة للشرع، ولأنه يسوق شبهاتهم وأباطيلهم دون دحضها, والرد عليها, فقد يتسبب - من حيث لا يدري - في إضلال غيره فيبوء بإثمه.
والله أعلم.