أنواع الرزق وكيفية الحصول عليه

4-11-2013 | إسلام ويب

السؤال:
هل الرزق موجود في بلد آخر ويجب البحث عنه؟ أم أن الرزق يأتي أينما كان الإنسان ولا داعي للبحث عنه؟.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد‎:‎

فأرزاق العباد في السماء والأرض، ومكان رزق كل عبد بعينه لا يعلمه إلا الله، والرزق مقسوم ومنه طالب ومنه مطلوب، ‏فالطالب يطلبك أينما كنت، والمطلوب تطلبه بأسبابه الشرعية أينما كان، قال تعالى‎: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ‎ {يونس:31‏}.‎ ‎وقال: ‎وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُون {‎الذاريات:22‏‎{‎ وقال تعالى: وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ {‎الأعراف:10}.

فالعباد أرزاقهم من ‏السماء والأرض، وأما الشخص المعين فلا يعلم مكان رزقه قبل كسبه إلا ‏الله فهو علام الغيوب، قال تعالى: وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا {لقمان:34}.

ورزق كل عبد مقسوم، كما في حديث ابن مسعود:... ثُمَّ يُرْسَلُ الْمَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ، وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ ‏رِزْقِهِ ‏وَأَجَلِهِ، وَعَمَلِهِ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ‎.

والرزق نوعان: رزق يطلب العبد ورزق يطلبه العبد، ‎فالأول رزق طالب ‏يطلب العبد حيثما كان ‏كالميراث لا يحصله الوارث بكده ولا باختياره، فهذا يحصل للعبد بغير سعي ولا اكتساب.

‎والثاني ‏رزق مطلوب يطلبه العبد حيثما كان، فما يحصله الزراع ‏والتجار والعمال من ثمار وأجور ونحوها، وهذا لا يحصل له إلا ‏بسعي واكتساب، وكلا القسمين مقدر مقسوم.

قال الإمام ابن تيمية: الأسباب ‏التي يحصل بها الرزق هي ‏من جملة ما قدره الله وكتبه، فإن كان قد تقدم بأنه يرزق العبد بسعيه واكتسابه، ألهمه ‏السعي والاكتساب، ‏وذلك الذي قدره له بالاكتساب لا يحصل بدون الاكتساب، وما قدره له بغير اكتساب كموت مورثه ‏يأتيه به ‏بغير اكتساب‎.

ولزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 104118.

وبهذا يرتفع إشكال السائل أن رزقه من أي القسمين، فمن ظن أن الرزق كله طالب للعبد ففي ‏عقله خلل، قال ابن تيمية: وَأَمَّا مَنْ ظَنَّ أَنَّ التَّوَكُّلَ يُغْنِي عَنْ الْأَسْبَابِ الْمَأْمُورِ بِهَا فَهُوَ ضَالٌّ، وَهَذَا كَمَنْ ظَنَّ أَنَّهُ ‏يَتَوَكَّلُ ‏عَلَى مَا قُدِّرَ عَلَيْهِ مِنْ السَّعَادَةِ وَالشَّقَاوَةِ بِدُونِ أَنْ يَفْعَلَ مَا أَمَرَهُ اللَّه.

وكذلك من ظن أن الرزق المتوقف على ‏السعي والكسب ينال بمجرد الطلب دون التوكل فهذا شرك في الأسباب، قال ابن تيمية: ‎فَالِالْتِفَاتُ إلَى ‏الْأَسْبَابِ شِرْكٌ ‏فِي التَّوْحِيدِ، وَمَحْوُ الْأَسْبَابِ أَنْ تَكُونَ أَسْبَابًا نَقْصٌ فِي الْعَقْلِ، وَالْإِعْرَاضُ عَنْ الْأَسْبَابِ الْمَأْمُورِ ‏بِهَا قَدْحٌ فِي الشَّرْعِ، ‏فَعَلَى الْعَبْدِ أَنْ يَكُونَ قَلْبُهُ مُعْتَمِدًا عَلَى اللَّهِ لَا عَلَى سَبَبٍ مِنْ الْأَسْبَابِ وَاَللَّهُ يُيَسِّرُ لَهُ مِنْ ‏الْأَسْبَابِ مَا يُصْلِحُهُ فِي الدُّنْيَا ‏وَالْآخِرَةِ‎.

وللفائدة راجع الفتوى رقم: 20434.‏

ولمزيد من بيان علاقة زرق العبد بمكانه انظر الفتويين رقم: 137806، ورقم: 133186.

والله أعلم. ‏‎ ‎

 

www.islamweb.net