معنى حديث: أول شيء يرفع من هذه الأمة الخشوع..

7-1-2014 | إسلام ويب

السؤال:
ما معنى أن أول ما يرفع من الناس الخشوع؟.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فقد روى الطبراني عن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم ‏قال: أول شيء يرفع من هذه الأمة الخشوع حتى لا ترى فيها خاشعا. قال الألباني: ‏‏حسن صحيح.

وقد بيّن عبادة بن الصامت ـ رضي الله عنه ـ علامة ارتفاع الخشوع وهي توضح معناه، وأولى ‏ما فسرّ كلام النبيّ صلى الله عليه وسلم به بعد كلامه كلام أصحابه ـ رضوان الله عليهم ـ فهم أعلم الناس ‏بمراده، ففي جامع الترمذي، وصححه الألباني: عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ أنه قال له: إِنْ شِئْتَ لَأُحَدِّثَنَّكَ ‏بِأَوَّلِ عِلْمٍ يُرْفَعُ مِنَ النَّاسِ؟ الخُشُوعُ، يُوشِكُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَ جَمَاعَةٍ فَلَا تَرَى فِيهِ رَجُلًا خَاشِعًا.

وفي رواية مسند ‏أحمد، وصححها الأرنؤوط بإسناد قوي من طريق جبير بن نفير عن شداد بن أوس أنه سأله: هَلْ تَدْرِي مَا رَفْعُ ‏الْعِلْمِ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا أَدْرِي، قَالَ: ذَهَابُ أَوْعِيَتِهِ.

فدل على أن المراد بالارتفاع موت الخاشعين، وأما المراد بالخشوع: ‏فقد بينه الإمام الطحاوي في مشكل الآثار فقال: وَالْخُشُوعُ ـ الَّذِي أَرَادَ شَدَّادٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَاللهُ أَعْلَمُ ـ هُوَ ‏الْإِخْبَاتُ وَالتَّوَاضُعُ وَالتَّذَلُّلُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.

وقال مبينا وقت هذا الارتفاع وأنه بين يدي الساعة من خلال الجمع بين الأحاديث المتعلقة بالموضوع، فقال بعد أن سردها: فَفِيمَا رَوَيْنَا ‏عَنْ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ هَذِهِ الْآثَارِ مَا قَدْ دَلَّ عَلَى أَنَّ أَوَانَ رَفْعِ الْعِلْمِ هُوَ عَلَى زَمَانٍ لَمْ يَكُنْ حِينَ قَالَ رَسُولُ ‏اللهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِيهِ مَا قَالَ، وَإِنَّمَا هُوَ عَلَى زَمَانٍ يَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ، فَقَدِ اتَّفَقَتْ آثَارُ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ كُلُّهَا ‏الَّتِي رَوَيْنَا فِي هَذَا الْبَابِ وَيَصْدُقُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَبِاللهِ التَّوْفِيقَ.‏

والله أعلم.

www.islamweb.net