من بدأ بالسلام أو طلب العفو والسماح لا ينطبق عليه وعيد الهجر

13-1-2014 | إسلام ويب

السؤال:
في مرة من المرات في الفصل الدراسي أحد زملائي هجرني بسبب أنني كتبت اسمه من الطلاب الخارجين من الفصل أثناء الحصة، لأنه خرج من الفصل، وقد أمرني الأستاذ بذلك، وأنا مع ذلك أذهب لأستسمحه، ولكنه لا يسامحني مع أنه هو المخطئ، فهل ترفع أعمالي يومي الإثنين والخميس؟.
وجزاكم الله جلا وعلا خير الجزاء.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة: تُفتح أبواب الجنة يوم الإثنين، ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أَنظِروا هذين حتى يصطلحا، أَنظِروا هذين حتى يصطلحا، أَنظِروا هذين حتى يصطلحا.

فقد أحسنت حيث بدأت صاحبك بالمصالحة رغم كونه هو المخطئ، فكنت أنت خيرَكما في هذا، ولا يشملك الحديث، لأنك لست أنت الهاجر، ولا المشاحنَ، لا ابتداءً ولا دواماً، بل كنت أنت المبادر إلى قطع الشحناء من جانبك، ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام.

قال مالك بعد أن روى هذا الحديث في الموطأ: لا أحسب التدابر إلا الإعراض عن أخيك المسلم فتدبر عنه بوجهك. اهـ.

قال ابن حجر العسقلاني مستدركاً على مالك: وكأنه أخذه من بقية الحديث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام، فإنه يُفهم أن صدور السلام منهما أو من أحدهما يرفع ذلك الإعراض. انتهى.

وقد روى أبو داود في سننه عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يَحِل لمؤمنٍ أن يَهْجُرَ مؤمناً فوقَ ثلاثٍ، فإن مرَّتْ به ثلاث فلْيَلقَهُ، فليُسَلِّمْ عليه، فإن ردَّ عليه السَّلام فقد اشتركا في الأجرِ، وإن لم يَرُدَّ عليه فقد باءَ بالإثم، وخَرَجَ المُسلِّمُ من الهِجْرَة.

والله أعلم.

www.islamweb.net