كيفية التعامل مع الأم العصبية التي لا تتقبل كلام أبنائها

18-2-2014 | إسلام ويب

السؤال:
لا أستطيع التحدث مع والدتي، ومهما أقنعتها فإنها لا تتقبل كلامي، وعصبية جدا حتى وإن كنت على حق وهي على خطأ، فماذا أفعل؟ وهل أتركها وشأنها؟.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنوصيك بالصبر على أمك وطباعها، فهذا من البر الواجب والمعروف في المصاحبة وحسن العشرة، وعليك أن تدع كل حديث وكل أسلوب يستثير أمك ‏ويغضبها وأن تقتصر من الكلام على بيان ما عندك من الحق بأحسن أسلوب وبكل هدوء، فإن تقبلته الوالدة ـ فالحمد لله ـ وإلا ‏فدعها ورأيها ولا تتكلف إقناعها بما يؤدي إلى انفعالها وغضبها، فإن ذلك إيذاء لها وقد قال الله تبارك وتعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا {الإسراء:23}.

قال القرطبي: وقل لهما قولا كريما ـ أي لينا لطيفا مثل: يا أبتاه، ويا أمّاه من غير أن يسميهما ويكنيهما، وقال ‏عطاء: قال ابن البداح التجيبي: قلت لسعيد بن المسيب: كل ما في القرآن من بر الوالدين قد عرفته إلا قوله: وقل لهما قولا ‏كريما ـ ما هذا القول الكريم؟ قال: قول العبد المذنب للسيد الفظ الغليظ.

ومثل هذا ذكره أهل العلم في كيفية الإنكار الواجب ‏على أحد الوالدين إذا أتى منكرا، فكيف إن كان في الحوار في مسائل المعيشة وأمور الدنيا: قال صاحب نصاب الاحتساب: السنة في أمر ‏الوالدين بالمعروف أن يأمرهما به مرة، فإن قبلا فبها وإن كرها سكت عنهما، واشتغل بالدعاء والاستغفار لهما، فإنه تعالى ‏يكفيه ما يهمه من أمرهما.

وانظر في عقوق الوالدة وخطورته الفتاوى التالية أرقامها: 39230، 78838، 160391.

وانظر ‏ضوابط الحوار مع الوالدة في الفتاوى التالية أرقامها: 50556، 200023، 5925.

فإن مراعاتها جديرة بأن تحميك من الوقوع في العقوق ‏بسبب الحوار.‏
والله أعلم.

www.islamweb.net