ضوابط حضور الشباب لدروس المعلمات وسماع صوتهن

25-3-2014 | إسلام ويب

السؤال:
الإخوة الكرام: هل تجوز متابعة دروس فيديو تقدمها نساء مثل بعض المواقع؟ مع العلم أن فكرة هذه المواقع تعليم اللغة الانجليزية عن طريق دروس فيديو وشروحات يقدمها معلمون ـ رجال ونساء ـ تبدأ بمتابعة الدروس من الأول إلى الدرس الأخير وبعض الدروس يقدمها رجال وبعضها تقدمها نساء بالإضافة إلى أن ما يظهر في الفيديو لوحة للشرح ـ سبورة ـ والمعلمات ليس في لباسهن ما يثير، وجميع مقاطع الفيديو لا يوجد فيها شيء غير الشرح ولا توجد فيها موسيقى، فما حكم متابعة دروس تلك المعلمات؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمتابعة الشاب لدروس المعلمات على الفيديو تتضمن مشاهدة صورة المرأة المحاضِرة والاستماع إلى صوتها، وسنبين تفصيل الحكم في كلا الأمرين:‏
أما مشاهدة صورة المرأة المحاضرة: فإنها تجوز بالشروط التالية:‏
‏1ـ إذا خلا النظر إلى المحاضِرة من اللذة، فإن النظر إلى المرأة بشهوة محرم على كل حال.
‏2ـ إذا أمن المشاهد على نفسه من الفتنة.‏
‏3ـ إذا التزمت المحاضرة بالحجاب الشرعي بتمام شروطه ومنه النقاب، لأن وجه المرأة وكفيها عورة على الصحيح، قال الغزالي في ‏إحياء علوم الدين: الخلوة بالأجنبية والنظر إلى وجهها حرام سواء خيفت الفتنة أو ‏لم تخف، لأنها مظنة ‏الفتنة ‏على الجملة. ‏

وقد أوضحنا ذلك بالنقل المحرر من كلام الفقهاء في الفتوى رقم: 180127.‏
‏4ـ وبشرط خلو حركاتها من التمايل والتغنج ‏والتكسر، أخرج الطبري بسند حسن عن قتادة: وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى {الأحزاب:33} أي: إذا خرجتن من بيوتكن، ‏قال: ‏كانت لهن مشية وتكسر وتغنج يعني بذلك الجاهلية الأولى، فنهاهن الله عن ذلك.

وقال العز بن عبد السلام في ‏اختصار ‏النكت والعيون للماوردي: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: المائلات المميلات لا يدخلن الجنة ـ المائلات ‏في مشيهن ‏والمميلات قلوب الرجال إليهن.

وجاء في الموسوعة الفقهية: ولا يجوز لها أن تأتي من الأعمال ما يلفت ‏النظر ‏إليها ‏ويترتب عليه الافتتان بها، قال تعالى: ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن.‏ اهـ.‏

وأما الاستماع إلى صوت المرأة: فإنه يجوز بغرض التعليم إذا أمنت الفتنة وانتفى التلذذ بسماع صوتها وخلص ‏من الفحش في ‏الكلام ومن الخضوع بالقول، وهو خلاصة ما حررناه بأدلته وكلام أهل العلم فيه في الفتوى رقم: 80929.‏

ولو توفر جميع ما ذكر من الشروط، فالورع والاحتياط للدين ألا يتابع الرجل إلا محاضرات المعلمين دون المعلمات، فالقلوب ضعيفة، وزماننا لا تؤمن معه ‏الفتنة، وقد قال النبيّ صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو الشيخ في الثواب، وصححه الألباني في الجامع الصغير: خير ‏دينكم ‏الورع.
والله أعلم.‏

www.islamweb.net