ماذا يفعل العائن إذا شعر أنه يضر الناس بنظراته إليهم

19-8-2014 | إسلام ويب

السؤال:
‏ سأدخل في الموضوع مباشرة. ‏
أنا أشعر بذنب عظيم، وتأنيب ضمير ‏حيال ما يجري لمن هم حولي بسببي، ‏أم لا علاقة لي بما يحدث لهم. فأنا ‏كما يقال (عيانة) لكن من الدرجة ‏الخفيفة، ونظرتي غالبا بدون قصد. ‏
مثال: عندما أرى كأسا أمعن النظر ‏فيه، فيسقط. رأيت سي دي (قرصا) يحمله ‏الدكتور الذي يدرسني، فجاء في اليوم ‏الثاني يشكو لنا من ضياعه. ‏
وآخر موقف والذي آلمني جداً ‏جداً: حضرت منذ حوالي ثلاث أو ‏أربع سنوات عرسا لإحدى القريبات، ‏كنت لا أحب هذه العروس، فعندما ‏دخل العريس، تمنيت أن أكون ‏مكانها، وتمنيت أن أكون بجمالها. ‏بعد ذلك، ومما سمعته من الأقارب، ‏فإن الزوجة تشعر بأن زوجها ‏كأخيها، أقصد بأن الزوجين لم يقوما ‏بحقهما الشرعي. وتسببت هذه ‏المشكلة في ترك الزوجة بيت الزوج، ‏والمكوث عند أهلها مدة سنة. تمت محاولة للإصلاح بينهما من طرفي الأهل، لكن ‏لم ينجح الأمر مما أدى إلى طلاقهما ‏من بعض. ‏
بعد سنة تزوج الرجل، وهي الآن ما ‏زالت مطلقة. أنا خائفة أن أكون سببا ‏في ذلك، على الرغم أني لا أكره ‏البنت، ولا أحب الولد، ‏
أريد حلاً، كيف أعطيها من أثري من ‏غير أن تعرف أنه مني؟

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

‏ فإنه يلزم من علم من نفسه أنه ‏يضر بعينه، أن يتحفظ من إيذاء ‏الناس، ويغض بصره عنهم، ويقلل ‏من الخلطة، ويحرص على المباركة، ‏وقول: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله. ‏كلما رأى ما يعجبه.
قال الإمام ابن القيم في زاد المعاد: ‏وإذا كان العائن يخشى ضرر عينه، ‏وإصابتها للمعين، فليدفع شرها ‏بقوله: اللهم بارك عليه، كما قال ‏النبي صلى الله عليه وسلم لعامر بن ‏ربيعة لما عان سهل بن حنيف: "ألا ‏بركت عليه" أي: قلت: اللهم بارك ‏عليه. ومما يدفع به إصابة العين قول: ما ‏شاء الله، لا قوة إلا بالله. روى هشام بن عروة، عن أبيه أنه ‏كان إذا رأى شيئاً يعجبه، أو دخل ‏حائطاً من حيطانه قال: ما شاء الله، ‏لا قوة إلا بالله. انتهى.
وقال النووي في شرح صحيح ‏مسلم: قال القاضي: في هذا الحديث ‏من الفقه ما قاله بعض العلماء: أنه ‏ينبغي إذا عرف أحد بالإصابة بالعين، ‏أن يجتنب، ويتحرز منه، وينبغي ‏للإمام منعه من مداخلة الناس، ‏ويأمره بلزوم بيته، فإن كان فقيراً ‏رزقه ما يكفيه، ويكف أذاه عن ‏الناس، فضرره أشد من ضرر آكل ‏الثوم والبصل الذي منعه النبي ‏صلى الله عليه وسلم دخول المسجد؛ ‏لئلا يؤذي المسلمين، ومن ضرر ‏المجذوم الذي منعه عمر- رضي الله ‏عنه- والعلماء بعده الاختلاط ‏بالناس، ومن ضرر المؤذيات من ‏المواشي التي يؤمر بتغريبها بحيث ‏لا يتأذى بها أحد. وهذا الذي قاله هذا القائل صحيح، ‏متعين، ولا يعرف عن غيره تصريح ‏بخلافه. والله أعلم. انتهى.
وأما هذه السيدة المذكورة، فيمكنك ‏التواصل معها، والحديث معها عن ‏العين، وأنها قد تكون مصابة بها، ‏وأنه لا حرج في الرقية الشرعية ‏حتى ولو لم تكن مصابة، وتدارسي ‏معها بعض وسائل العلاج، وبيني لها ‏أن العين تدفع بالتعويذات الشرعية ‏التي وردت عن النبي صلى الله عليه ‏وسلم، فقد روى مسلم في صحيحه ‏أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه ‏وسلم، فقال: يا محمد اشتكيت؟ فقال: ‏‏"نعم" قال: باسم الله أرقيك، من كل ‏شيء يؤذيك، من شر كل نفس، أو ‏عين حاسد، الله يشفيك، باسم الله ‏أرقيك.
واذكري لها أنه يمكن أن تقرأ الرقية ‏في ماء، ويشرب منه المصاب ‏بالعين، ويغتسل، واقرئي أنت، وهي ‏ما تيسر من الرقية الشرعية كقراءة ‏الفاتحة، وآية الكرسي، وخاتمة ‏سورة البقرة من قوله سبحانه: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ {البقرة:285}. إلى آخر السورة. ‏وقوله تعالى: وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا ‏لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ ‏وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ وَمَا هُوَ إِلَّا ‏ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ { القلم:51-52 } ‏والإخلاص، والمعوذتين، وبعض ‏الأدعية النبوية كقوله صلى الله عليه ‏وسلم: أعيذك بكلمات الله التامة من ‏كل شيطان، وهامة، ومن كل عين ‏لامة. بسم الله أرقيك، من كل شيء ‏يؤذيك، من شر كل نفس، وعين ‏حاسد، الله يشفيك. إلى غير ذلك من ‏الأذكار والأدعية.‏
وحاولي أن تغسلي بعض أطرافك في ‏إناء، وخذي قارورة ماء واملئيها ‏من ذلك الماء، وأغلقيها، ثم اقرئي ‏أنت وإياها الرقية، ثم انفثا في تلك ‏القارورة، ومريها بالاغتسال منها، ‏فلعها يذهب ما بها بإذن الله تعالى. ‏

والله أعلم.

www.islamweb.net