الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دمت مصابة بالوساوس، فعليك- أولا- الإعراض عنها جملة، ولا تلتفتي إلى شيء منها، واعلمي أنه لا علاج لهذه الوساوس أمثل من الإعراض عنها؛ وانظري الفتوى رقم: 51601.
ثم إنه - لا يلزمك شيء- ما دمت غير متأكدة من خروج البول، فاطرحي عنك تلك الأوهام، والشكوك، ولا تلتفتي إلى شيء منها، حتى تتيقني يقينا جازما من خروج البول، عندها يلزمك تطهيره، وفيما عدا ذلك، فلست مطالبة بشيء، خاصة أن الدلائل كلها تشير إلى أنه لم يخرج منك بول، ولو خرج لشعرت به، ولاستطعت تمييزه، فالبول له رائحة لا تخفى، ويشعر به-عادة- من خرج منه.
ونوصيك بوضع هذه القاعدة أمامك دائما، وهي: أنك إذا شككت في خروج أي شيء منك، فالأصل عدم خروجه، فلا تلتفتي إلى ذلك الشك مهما كان.
وبناء عليه، فلا أثر للمنديل الذي سقط منك في نجاسة البلاط، أو في نجاسة ما لاقى من جسمك؛ لأن الأصل أنه طاهر ما دمت غير متيقنة من نجاسته، فهوني على نفسك، واعلمي أن الدين يسر؛ قال تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَج {الحج:78}، وقال عليه الصلاة والسلام: إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا، وقاربوا، وأبشروا. رواه البخاري. وراجعي الفتوى التالية: 58118 .
والله أعلم.