الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد كررنا مرارا أن القول المفتى به عندنا هو أن رطوبات الفرج ناقضة للوضوء، وأننا نخشى أن تكون هذه المسألة من مسائل الإجماع التي لا يسوغ فيها الخلاف، وأننا لا نعلم قبل ابن حزم أحدا يقول بعدم نقضها للوضوء، ومن ثم، فالذي نراه أن تعملي بقول الجماهير من الأئمة الأربعة وعامة أصحابهم من أن هذه الرطوبات ناقضة للوضوء، ثم إن كنت مصابة بسلس هذه الرطوبات ـ كما ذكرت ـ فلا ينتقض وضوؤك في قول مالك ـ رحمه الله ـ لأن الحدث الدائم عنده لا ينقض الوضوء، ولا حرج في الأخذ بهذا المذهب لا سيما عند الحاجة، كما وضحنا ذلك في الفتوى رقم: 141250.
وأخذك به إن كنت مصابة بالسلس يغنيك عن الأخذ بقول من يرى عدم نقض الوضوء بالرطوبات مطلقا، وقد وضحنا ما يجب على العامي إذا اختلفت عليه الفتوى في فتوانا رقم: 120640.
والله أعلم.