التائب من الذنب كمن لا ذنب له

7-9-2014 | إسلام ويب

السؤال:
هل يقبل الله توبته: شاب آمن بالله ورسوله، وأصابته الشكوك في الوجود، فارتاب واكتأب، وكان يصلي أحيانا ويترك الصلاة أحيانا بسبب شكه، وكان يسعى في جمع دلائل إثبات الوجود ولم يطمئن قلبه بالكفر، بل كان يسعى لكي يطمئنه بالإيمان، فسعى بين أهل العلم والعلماء والعوام الأفاضل من أصحاب الدين، لكنه أصاب ذنبا لا يذكر أكان سبا للنبي صلى الله عليه وسلم أم لا؟ لكنه كان في نقاش مع طلبة العلم في رحلة بحثه عن الأدلة، وقد تاب الله على المنافقين لما قالوا كلمة الكفر بسبهم النبي صلى الله عليم وسلم، بل زادوا على ذلك أنهم هموا بقتله وقد فتح الله لهم باب التوبة، وعندما كان في تلك الحالة كان جاهلا بالحكم، وكان يجهل حد قتل ساب النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يجهل الحكم وعقوبته معا، وكان يعلم أن الله قد فتح باب التوبة... لمن قالوا كلمة الكفر بسبهم للرسول صلى الله عليه وسلم ومن تآمروا عليه... وقد مضي على الأمر مدة وقد كان قلبه مطمئنا بالإيمان، فهل يغفر الله له إن لم يقم عليه الحد؟ أم أنه مرفوض أمام الله وحياته حياة جاهلية؟ علما بأن الله فتح باب التوبة في قوله تعالى: يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم... لمن علم الحكم وجمع بين المسبة والعلم بأحوالها وبين التآمر.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فباب التوبة مفتوح أمام كل أحد لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها، فليقبل هذا الشخص التائب على ربه، وليعلم أنه مهما كان ذنبه عظيما، فإن عفو الله أعظم ورحمته سبحانه قد وسعت كل شيء، وليعلم أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وحتى لو كان قد وقع منه سب للنبي صلى الله عليه وسلم، فإن توبته منه مقبولة، فكيف والأمر مشكوك فيه، فليطرح عن نفسه هذه الشكوك وليقبل على ربه تعالى بحسن العمل والاجتهاد في الطاعة، وليغلق باب الوساوس وليعلم أن ربه تعالى غفور رحيم وأنه سبحانه لا يتعاظمه ذنب أن يغفره، كما قال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.

والله أعلم.

www.islamweb.net