حكم أداء الرجل الصلوات المفروضة منفردا في البيت بلا عذر

21-12-2014 | إسلام ويب

السؤال:
بعض الأحيان أصلي صلوات المفروضة بالبيت ـ وبعض الأحيان أصليها في المسجد ـ السؤال: هل يجوز أن أصلي الصلوات في البيت؟ وهل هي مقبولة؟ كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: من سمع النداء فليجب الصلاة إلا من له عذر، وبعضهم يقولون الصلاة في البيت جائزة بالرغم من أنها أفضل من ضياعها. لا تنسوني من صالح دعائكم.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فصلاة الجماعة واجبة على الرجال الأحرار البالغين على الصحيح من أقوال أهل العلم، ثم إن الجماعة في المسجد شأنها عظيم وفضلها كبير، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى وجوبها، ففي المحافظة عليها تحصيل لهذا الثواب وخروج من الخلاف، ومن ثم فلا ينبغي لك ترك صلاة الجماعة في المسجد فإن هذا من الحرمان بلا شك، وإن كنت لا تأثم بذلك عند كثير من أهل العلم، لكن يفوتك الفضل، وتكون متعرضا للإثم عند بعض العلماء، وانظر الفتوى رقم: 128394، والفتوى رقم: 191365، وانظر لبيان فضل إتيان المساجد الفتوى رقم: 150541، وأما الحديث الذي ذكرته فهو من جملة حجج من أوجب الجماعة في المسجد، ومن لم يوجبها فيه حمله على نفي الكمال المستحب، وعلى هذا ففي إتيانك المسجد خير كثير، وثواب جزيل، وفيه خروج من خلاف العلماء، فاحرص عليه ولا تفرط فيه، وإن صليت في البيت أو غيره جماعة فقد أديت الواجب عليك، وبرئت ذمتك على ما نفتي به، وأما إن صليت منفردا فصلاتك صحيحة مع الإثم، قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ: إذا ترك صلاة الجماعة تهاوناً بدون عذر ثم صلى منفرداً، فإن شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ يرى أن صلاته باطلة؛ لأنه يرى أن الجماعة شرط لصحة الصلاة، وشيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ كل يعلم منزلته في العلم والأمانة والدين والفهم، فقوله قوي، لكنه ضعيف من وجه، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة)، وهذا يدل على أن صلاة المنفرد صحيحة، وإلا لما كان لها فضل، فرأي شيخ الإسلام في هذا ضعيف، والصواب: أن صلاة الجماعة واجبة وليست شرطاً لصحة الصلاة، وأن من لم يصل مع الجماعة فهو آثم، عاصٍ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، مشابهٌ للمنافقين الذين تثقل عليهم الصلوات، حتى قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أثقل الصلوات على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً). انتهى،

والله أعلم.

www.islamweb.net