علم الكلام دخيل على المسلمين

28-12-2014 | إسلام ويب

السؤال:
أقرأ كتاباً اسمه "رسالة استحسان الخوض في علم الكلام" للشيخ أبي الحسن الأشعري راجعه وقدمه: محمد الولي الأشعري القادري الرفاعي، وفي المقدمة وترجمة المؤلف وجدت أنه ذكر واستشهد بكثير من مؤلفات ومقولات شيخ لم أعرفه هو: "عبد الله الهرري المعروف بالحبشي" وأشاد به كثيراً ولما بحثت عنه ـ ويكيبيديا ـ وجدت أنه يتبع طرقا كالنقشبندية والشاذلية وغيرها، وأنا أعلم أن هذه الطرق مرفوضة عند أهل العلم، فما رأيكم بالكتاب وبالهرري وبهذه الطرق؟.
وجزاكم الله كل خيرا.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما علم الكلام فدخيل على المسلمين، لم يخض فيه الصحابة رضي الله عنهم، ولا من سار على نهجهم من التابعين، ولما بدا أمره حذر منه الأئمة الأعلام، وراجع في ذلك الفتويين التالية أرقامهما: 101339، 12103.
وأما بخصوص رسالة (استحسان الخوض في علم الكلام) ففي نسبتها لأبي الحسن الأشعري شك، وقد ذكر الشيخ عبد الله شاكر الجنيدي مؤلفات الأشعري في مقدمة تحقيق رسالته إلى أهل الثغر، ثم قال: بقي بعد ذلك رسالة مطبوعة ومنسوبة للأشعري لم يرد لها ذكر في القائمة السابقة، وهي بعنوان "استحسان الخوض في علم الكلام" ولقد ناقش الدكتور بدوي موضوع هذه الرسالة وتوصل أخيراً إلى أنها ليست من تأليف الأشعري، ورجح أنها من وضع أشعري متأخر عن زمن الأشعري، وقد يكون في القرن الخامس أو السادس، وقد أيدت الدكتورة فوقية هذا الرأي، وذكرت أنها من الكتب المنسوبة للأشعري. ويظهر أن هذا رأي صحيح لعدم ورود هذه الرسالة ـ كما ذكر ـ في القائمة السابقة، وحتى لو كانت حقاً من تأليف الأشعري، فمما لا شك فيه أنها وقعت منه فترة وجوده على مذهب المعتزلة ودفاعه عن آرائهم ومعتقداتهم. اهـ.
وأما فرقة الأحباش الضالة وزعيمها فراجع في بيان بعض معتقداتهم وأفكارهم والحكم عليها، الفتوى رقم: 14817. ولمزيد الفائدة والتفصيل في ذلك يمكن الرجوع إلى كتاب (فرقة الأحباش: نشأتها، عقيدتها، آثارها). ومما جاء فيه (ص 116): من أبرز آثار فرقة الأحباش هو تعميق الخلافات بين المسلمين وإثارة المشاكل الكلامية والطرق الصوفية التي كانت سببا في فرقتهم، وبعثها من جديد في ثوب متعصب يتجسد واقعا في الحبشي وتلاميذه، وبالفعل تحقق ذلك، فتمزقت وحدة المسلمين في لبنان وأشغلوا بقضايا وعداوات وردود أشغلتهم عن النهوض من واقعهم الأليم... اهـ.

والله أعلم.

www.islamweb.net