كيفية التوبة من مقدمات اللواط

11-6-2015 | إسلام ويب

السؤال:
أنا شاب أبلغ 27 سنة، وقعت كثيرا في مقدمات اللواط، ونادم جد،ا وقد تبت، والآن انكشف أمري، فماذا أفعل مع الذي كشف أمري؟ وأنا مستعد أن أفعل أي شيء لكي يسامحني الله، وهل يجوز أن يقام حد اللواط علي؟.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك في قبح مقدمات اللواط وشناعتها وحرمتها، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وكذلك مقدمات الفاحشة عند التلذذ بقبلة الأمرد ولمسه والنظر إليه، هو حرام باتفاق المسلمين. اهـ
وقال ابن الحاج المالكي في المدخل: اللوطية على ثلاث مراتب، طائفة تتمتع بالنظر، وهو محرم، لأن النظرة إلى الأمرد بشهوة حرام إجماعاً، بل صحح بعض العلماء أنه محرم وإن كان بغير شهوة، والطائفة الثانية يتمتعون بالملاعبة والمباسطة والمعانقة وغير ذلك عدا فعل الفاحشة الكبرى، ولا يظن ظان أن ما تقدم ذكره من النظر والملاعبة والمباسطة والمعانقة أقل رتبة من فعل الفاحشة، بل الدوام عليه يلحقه بها، لأنهم قالوا: لا صغيرة مع الإصرار، وإذا داوم على الصغائر وصلت بدوامه عليها كبائر، والحكم في ذلك معلوم عند أهل العلم، والمرتبة الثالثة فعل الفاحشة الكبرى. اهـ.

وأما إذ تبت منها: فنرجو الله لك قبول التوبة، لقوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى: 25 }.

وفي حديث الترمذي: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر.

وفي الحديث: لا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها. رواه أبو داود، وصححه الألباني.

وقال صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها. رواه مسلم.

وقال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. أخرجه ابن ماجه.

والآيات والأحاديث في الباب كثيرة جدا، وشرط قبول التوبة هو أن تكون مستوفية لشروطها من الإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العودة إليه ـ كما قدمنا ـ وإن مما يساعد على التوبة أن تعلم خطر هذا الأمر، فقد أهلك الله تعالى به من أمة من الأمم، وقال بعد ذلك: وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ {هود: 83 }.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط. رواه الترمذي، وحسنه الألباني.

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: ليس في المعاصي أعظم مفسدة من هذه المفسدة، وهي تلي مفسدة الكفر، وربما كانت أعظم من مفسدة القتل كما سنبينه ـ إن شاء الله تعالى ـ ولم يبتل الله تعالى بهذه الكبيرة قبل قوم لوط أحدا من العالمين، وعاقبهم عقوبة لم يعاقب بها أحداً غيرهم، وجمع عليهم من أنواع العقوبات بين الإهلاك وقلب ديارهم عليهم، والخسف بهم، ورجمهم بالحجارة من السماء، فنكل بهم نكالا لم ينكله أمة سواهم، وذلك لعظم مفسدة هذه الجريمة التي تكاد الأرض تميد من جوانبها إذا عملت عليها، وتهرب الملائكة إلى أقطار السماوات والأرض خشية نزول العذاب على أهلها فيصيبهم معهم، وتعج الأرض إلى ربها تبارك وتعالى، وتكاد الجبال تزول عن أماكنها، وقتل المفعول به خير من وطئه، فإنه إذا وطئه قتله قتلا لا ترجى الحياة معه، بخلاف قتله، فإنه مظلوم شهيد، أو ربما ينتفع به في آخرته. انتهى.

وعليك أ ن تستر نفسك، ولا يلزمك طلب الحد، فإن المقدمات ليس فيها حد شرعي محدد، وأسأل الله أن يحفظك من هتك سرك، وأكثر من الدعاء المأثور: اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي.

وعليك بالاستغفار، فقد قال الله تعالى: وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا { النساء: 110 }.

والغفران الذي وعد الله به في هذه الآية وغيرها يفيد الستر، لأن مادة غفر معناها الستر، ومنه المِغفر الذي يستر الرأس، فالغفران ستر الذنب في الدنيا وعدم المؤاخذة به في الآخرة.

والله أعلم.

www.islamweb.net