هل للزوج مطالبة أهل الزوجة بما أخذوه من مهر بنتهم

22-12-2015 | إسلام ويب

السؤال:
إخوتي الكرام:
والد ووالدة زوجتي أكلا نصف مهر ابنتهما بدون علمها وهم عندهم مال وفير وليسوا بحاجة للمال أبدا ولكن من باب الطمع وأن يزوجوا ابنهم، وزوجتي لم تعرف هذا الشيء إلا مني وأنا عرفت بهذا عندما رأيت جهازها من ذهب وملابس ولكني أحببت أن أستر على والديها، وبعد 6 سنوات طلب والد زوجتي مني قرضا فرفضت وقلت له لا أريد أن أقرضك أي مبلغ لأنك أكلت مهر ابنتك بدون علمها، وهو لم ينكر وأمها اعترفت بهذا الشيء أنهم أخذوا نصف مهر ابنتهم بقصد أن يرجعوا لها حقها لاحقا، ولكن بعد 6 سنوات لم يرجعوا لها حقها.
سؤالي هو: هل يجوز لي كزوج شرعا أن أطالب والدي زوجتي بالمال الذي أكلاه من مهرها بقصد إعطائه لها؟ علما بأن زوجتي لا تريد مسامحتهما بهذا المال؟.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فالمهر حق خالص للمرأة يجب دفعه إليها، ولا يجوز لأحد أخذ شيء منه إلا برضاها، قال تعالى: وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا {النساء:4}، وروى أحمد في المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه. ونلفت النظر هنا إلى أن ما ورد من إباحة أخذ الوالد من مال ولده مقيد بالحاجة، وأن لا يأخذ منه ليعطيه لولده الآخر، ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم: 46692، فإن أخذ والداها شيئا من مالها من غير أن تعلم ـ ولو على سبيل القرض ـ فهذا أمر محرم يجب عليهما التوبة منه ورد المال إليها.

ولزوجتك الحق في المطالبة بهذا المال، وليكن ذلك بأسلوب حسن وتوسيط أهل الخير في ذلك إن اقتضى الأمر، وإذا وكلتك في استرداده فلا بأس، وإلا فلا حق لك في ذلك إذ لست وليا ولا وصيا على مالها، والأولى أن تجنب نفسك الدخول بين زوجتك ووالديها حذرا مما قد يخشى من سوء العواقب وحصول شيء من المشاكل بينك وبينهم.

والله أعلم.

www.islamweb.net