حكم صلاة وصيام من مارس العادة السرية ولم يغتسل جهلا

8-6-2016 | إسلام ويب

السؤال:
أبلغ من العمر ١٩عاماً، فتاة مثالية في نظر الجميع، أصوم، وأصلي، وأنصح، وأفعل أشياء جيدة ظاهرياً، لكني في نظر نفسي سيئة جداً، لا أريد أن أطيل على حضراتكم، لكني -وللأسف- بشكل أو بآخر، قد مارست العادة السرية المشؤومة، منذ زمن بعيد، عندما كنت في ١٢عاماً، لم أكن أعلم أنها العادة السرية، وأن الغسل واجب، وأن الصوم باطل بسببها؛ لهذا كنت أمارسها عن طريق الرش بالماء، صدقاً أني لم أكن أعلم بها، واستمررت بالصلاة والصيام من دون الغسل، طول تلك المدة.
فما حكمي هل أعود وأقضي ما فاتني؟
ثم إني أمارسها بين فترة وفترة، عجزت عن تركها، كلما مارستها ألوم نفسي، وأحيانا تنهمر دموعي خوفاً من الله، وخجلاً منه.
كيف أتركها أخبروني رجاء!
وأردت الاستفسار عن شيء آخر هو: عندما مارستها مؤخراً عن طريق الرش بالماء، صاحبني ألم شديد أحيانا، وأحيانا بسيط في أسفل بطني، استمر لبضعة أيام، وهذه أول مرة أشعر بهذا الألم.
هل يعني ذلك أن الغشاء قد تأذى! أم إني لكثرة ممارستي إياها، قد تعرضت لمرض ما، أو ما أشبه ذلك؟
وأعلم أني قد أطلت عليكم، دمتم بحفظ الله ورعايته؛ رجائي منكم الإجابة، فلقد ضقت ذرعاً من نفسي، ومن شهواتها.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: 

فنسأل الله أن يهديك، ويشرح صدرك، ثم اعلمي أن الغسل لا يجب بمجرد الاستمناء، بل إنما يجب بتحقق خروج المني، وصفة مني المرأة، قد بيناها في الفتوى رقم: 128091.

فإن لم تكوني تحققت من خروج المني، فالأصل صحة صومك وصلاتك، وأما إن تحققت من خروج المني الموجب للغسل، ثم لم تغتسلي جهلا، ففي وجوب إعادة الصلوات التي صليتها والحال هذه، خلاف، بيناه في الفتوى رقم: 125226، ويسعك تقليد من يرى عدم لزوم القضاء؛ فإنه قول قوي متجه، وأما إن أردت العمل بالأحوط، وأن تقضي تلك الصلوات، فكيفية القضاء مبينة في الفتوى رقم: 70806.

وأما الصيام فلا يفسد بفعل شيء من المفطرات جهلا، على الراجح، وانظري الفتوى رقم: 79032.

  وأما الاستمناء، فاستعيني بالله على تركه، واجتهدي في الدعاء، وابتعدي عن الأسباب المثيرة للشهوة، المهيجة على فعل هذه العادة الذميمة، واصحبي الصالحات ممن تعينك صحبتهن على طاعة الله تعالى، واشغلي نفسك بما ينفعك في دينك ودنياك، ولا تتركي لنفسك وقتا للفراغ لا تشتغلين فيه بعمل نافع في دين أو دنيا، وتفكري في اطلاع الله عليك، وإحاطته بك، وأنه لا يخفى عليه شيء من أمرك.

وكلما زللت، فتوبي؛ فإن التائب من الذنب، كمن لا ذنب له، ويوشك أن يمنَّ الله عليك بالتوبة النصوح، باستمرارك في المجاهدة، والاستعانة بالله تعالى.

وأما الألم الذي شعرت به أخيرا، فلا يمكننا تحديد سببه، ويمكنك الاستعانة على ذلك بقسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

www.islamweb.net