استحباب الصبر على أذى الأهل والإخوان

2-6-2000 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله جهودكم العظيمة لإنجاح هذا الموقع والذي كلما فتحته اكتشفت فيه شيئاً جديداً وسؤالي يتعلق بأحوالنا الشخصية والعامة هذه الايام , ما الذي جرى لمجتمع الإسلام بل وأين الإسلام من كثير من التصرفات اللا إنسانية في البيوت وخارجها , وكيف يجد الإنسان الوقت مع كل ما يعتريه من مشاكل أساسها أن من حوله لا يرغبون برؤيته أسعد منهم كيف يجد الوقت لكي يتأمل أو حتى يتعبد الله بروح طيبة ورضى عميق , ربما أكون أقدر من غيري على سرد مشكلة ربما تكون أكثر شيوعاً مما أتخيل . ومشكلتي مع أهلي فانا عمري 27 سبعة وعشرون عاماً إلا أنني غير متزوجة لأن أهلي الأفاضل وبالأحرى أمي وأختي الكبرى يتصرفون في البيت ومن في البيت كيفما تشاءان وخاصة أن أبي لا يتكلم ولا يعرف أن يردع أمي ولا يستطيع أن يتصرف أمامها إلا بماتمليه عليه والأدهى أنه مؤذن ولكنه لا يراعي الله فينا ولا حتى في أهله . وقد عملت واجبي نحو أمي وأكثر بكثير ولكنها لا تتقبل المعاملة الحسنة مني أنا بالذات لانني دون إخوتي الوحيدة التي أراعي الله في تصرفاتي وأبرها مهما فعلت ولكنها للاسف لا ترتدع.

الإجابــة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا نملك إلا أن نقول لك: اصبري وأيقني بالفرج، فإن الله مع الصابرين، وإن الله لا يضيع أجر المحسنين، وما دام الإنسان يشعر بمراقبة الله له في تصرفاته فلا يتصرف الا بما يرضي الله فهو على خير عظيم، وما يحصل له من الشدة والبلاء إنما هو لرفع درجته وتكفير سيئاته فلا يحزن ولا ييأس. ومن قابل السيئة بالإحسان يوشك أن يصير العدو له صديقاً، والمبغض له محباً، كما قال الله تعالى: ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم* وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ) [فصلت 34،35] فاثبتي على ما أنت فيه من الخير وقومي بما أوجب الله عليك من البر والإحسان لوالديك، وتلطفي في دعوتهما ودعوة أسرتك إلى الخير، فإن الأسلوب الحسن له أثره في نفوس الآخرين، ثم ننبهك إلى أن قولك: وقد عملت واجبي نحو أمي … إلى آخر الكلام قول غير مناسب لأن واجب المرء نحو والديه من الصعب عليه أن يفي به فضلاً عن أن يزيد عليه، يبين ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يجزي ولد والداً إلا أن يجده مملوكاً فيشريه فيعتقه رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى.
والله أعلم.

www.islamweb.net