شرح حديث "نضر الله امرأً سمع.."

18-6-2003 | إسلام ويب

السؤال:
بسم الله الرحمن الحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل يجوز استعمال ممتلكات الدولة مثل أجهزة و معدات أخرى لأغراض دينية؟ السؤال الثانى/ هناك حديث عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: <قال رسول الله صلى الله عليه وسلم> نضر الله امرأً سمع مقالتي وحفظها وأداها، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه. وهناك حديث يقول: فرب حامل فقه فليس بفقيه، فضيلة الشيخ ما تفسير هده الأحاديث؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن ممتلكات الدولة لا يجوز استعمالها إلا بإذن المسؤول عنها، إلا إذا كانت أشياء ثابتة لا تستهلك ولا يؤثر فيها الاستعمال، وقد سبقت الإجابة عن مثل هذا السؤال في الفتوى رقم: 5763، نحيلك عليها. وأما الحديث المشار إليه، فقد روي عن عدد من الصحابة، منهم -بالإضافة إلى ابن مسعود- زيد بن ثابت ، ومعاذ بن جبل، وجبير بن مطعم، وأنس وأبو الدرداء.. . ولفظه، كما في الترمذي عن زيد بن ثابت قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: نضر الله امرأً سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه. قال الترمذي: حديث حسن. ومعنى الحديث -والله أعلم- أن النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بالنضارة والبهجة والحسن..لمن سمع حديثه فحفظه حتى يبلغه لغيره، لأن مهمة تبليغ دين الله تعالى هي مهمة النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه، كما قال تعالى آمرا لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي [يوسف: 108]. فكل من قام بحمل هذا العلم والدعوة إليه وتبليغه للآخرين ولو كانوا أفقه منه وأعلم، تتناوله هذه الدعوة من النبي صلى الله عليه وسلم بالنضارة والحسن والرونق والبهاء.. أو معناه أنه إخبار من النبي صلى الله عليه وسلم بأن من يحفظ حديثه ويبلغه للآخرين يكون نضر الوجه، حسن السمت.. وقال في تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: "فرب حامل فقه" أي علم إلى من هو أفقه منه، أي فرب حامل فقه قد يكون فقيها، ولا يكون أفقه، فيحمل الفقه ويحفظه حتى يبلغه إلى من هو أفقه منه فيستنبط منه ما لا يفهمه الحامل، أو يحمله إلى من يصير أفقه منه، وفيه إشارة إلى فائدة النقل والداعي إليه. والله أعلم.

www.islamweb.net