كيف يحاسب المقصر في الصلاة إن كانت حسناته أكثر من سيئاته

29-3-2017 | إسلام ويب

السؤال:
شخص مقصر في الصلاة، ولكن حسناته أكثر من سيئاته. هل يحاسب يوم القيامة بصلاته، أم بحسناته؟

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فالمقصر في أمر الصلاة على خطر عظيم؛ فالصلاة عماد الدين، من أقامها أقام الدين، ومن هدمها هدم الدين، وهي ‏الفارقة ببن الكفر والإيمان، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن بين الرجل وبين الكفر ‏‎-‎أو ‏الشرك- ترك الصلاة. أخرجه مسلم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: العهد الذي بيننا وبينهم ‏الصلاة، فمن تركها فقد كفر. رواه أحمد وأصحاب السنن. وقال صلى الله عليه وسلم: إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت؛ فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت؛ فقد خاب وخسر. رواه أحمد وأصحاب السنن.

وقال عمر بن الخطاب ‏‎-‎‏رضي الله عنه- : لا حظ في ‏الإسلام لمن ترك الصلاة.
لذلك قال بعض العلماء بكفر تاركها مطلقا -كفرا أكبر مخرجا من الملة- ومنهم من فرق بين من يتركها جحودا، ومن يتركها تكاسلا، فالجاحد لها كافر بالإجماع، وغير الجاحد الذي يتركها تكاسلا وتهاونا، مختلف في كفره، كما سبق أن أوضحنا في الفتوى رقم: 1145.
ولذلك، فعلى القول بكفر تاركها، فإن كثرة حسناته لا تنفعه في الآخرة؛ فقد قال الله تعالى عن عمل الكفار: وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا {الفرقان:23}.
وعلى القول بأن تاركها تكاسلاً ‏لا يكفر كفرا أكبر، فإن نصوص الوحي من القرآن والسنة تدل على أن من كانت حسناته أكثر من سيئاته دخل الجنة، ومن كانت سيئاته أكثر دخل النار. قال الله تعالى: فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ. {القارعة: 6-9}.
 والله أعلم.

www.islamweb.net