دعاء مُحدَث مبتدع في مدح النبي صلى الله عليه وسلم

16-5-2017 | إسلام ويب

السؤال:
ما حكم قول: اللهم صل على الذات المحمدية اللطيفة الأحدية شمس سماء الأسرار، ومظهر الأنوار ومركز مدار الجلال وقطب فلك الجمال، اللهم بسره لديك، وبسيره إليك، أمن خوفي وأقل عثرتي وأذهب حزني وحرصي، وكن لي وخذني إليك مني وارزقني الفناء عني، ولا تجعلني مفتونا بنفسي محجوبا بحسي، واكشف لي عن كل سر مكتوم يا حي يا قيوم؟.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

ففي هذا الدعاء مخالفات من وجوه عدة، أحدها وصف النبي صلى الله عليه وسلم بما لم يرد وصفه به في كتاب ولا سنة، وتضمنه طرفا من الغلو في مدحه وإطرائه الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله -كما أخرجه البخاري من حديث عمر رضي الله عنه-: لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله.

ومنها التوسل إلى الله بسر النبي صلى الله عليه وسلم، وهو لفظ مجمل لا يدرى ما مراد قائله، والتوسل إليه بسير النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله أي بعبادته وتقربه إلى الله، وهذا النوع من التوسل مبتدع غير جائز، وإنما يتوسل إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته، أو بالأعمال الصالحة المتعلقة بالعبد ذاته والتي تقرب بها المتوسل إلى الله تعالى، كما يجوز التوسل إليه سبحانه بدعاء الصالح الحي، وما عدا ذلك فغير مشروع، ومنها سؤال الله أن يكشف للعبد سره المكتوم، وهذا من الاعتداء في الدعاء، فإن ما قضى الله بخفائه على العباد وعدم اطلاعهم عليه فلا سبيل إلى معرفته ولا العلم به.

وفي الأدعية المأثورة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم والواردة في القرآن العزيز والمأثورة عن السلف الطيب ما يكفي ويشفي ويغني عن مثل هذا الدعاء المحدث المبتدع.

والله أعلم.

www.islamweb.net